بسم الله الرحمن الرحيم
س 34 : سألت أخت من فرنسا :
كنت أسمع أن الخليل بن أحمد يقول
عشر مخارج (للحروف) وسيبويه يقول
ستة عشر ، (فما قولك) ؟
ج 34 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، أما بعد ...
فأقول - وبالله التوفيق - إن الحروف العربية من حيث الألقابُ عشرةٌ ، ومن حيث المخارج سبعة عشر على اختيار الخليل ابن أحمد الفراهيدي رحمه الله (ت 170 هـ) (انظر مقدمة العين للخليل نسخة السيد حسن الصدر 1/ 47 : 58) (طبعة دار الهلال تحقيق د مهدي المخزومي، د إبراهيم السامرائي) ، وقد أشار إلى ذلك الناظم ابن الجزري (ت 833 هـ) في التمهيد فقال رحمه الله : ((اعلم أن ألقاب الحروف عشرة، لقبها بها الخليل بن أحمد في أول كتاب العين.الأول منها الحروف الْحَلْقِيَّة، وهي ستة: الهمزة والهاء والحاء والعين والخاء والغين، هذه الحروف تخرج من الحلق، فنسبهن إلى الموضع الذي يخرجن منه، ولم يذكر الخليل معهن الألف، لأنها تخرج من هواء الفم، وتتصل إلى آخر الحلق.الثاني اللَّهَوِيَّة، وهما حرفان: القاف والكاف، سميا بذلك لأنهما منسوبان إلى اللهاة، واللهاة بين الفم والحلق.
الثالث الشَّجْرِيَّة، وهي ثلاثة أحرف: الجيم والشين والضاد، سمين بذلك لأنهن نسبن إلى الموضع الذي يخرجن منه، وهو مفرج الفم، قال الخليل: الشجر مفرج الفم، أي مفتحه، وقال غيره الشجر مجمع اللحيين عند العنفقة.
الرابع الأَسَلِيَّة، وهي ثلاثة أحرف: الصاد والسين والزاي، سموا بذلك لأنهن نسبن إلى الموضع الذي يخرجن منه، وهو أَسَلَةِ اللسان، أي مستدقه.الخامس النِّطَعِيَّة، وهي ثلاثة: الطاء والدال والتاء، سموا بذلك لأنهن يخرجن من نِطَع الغار الأغلى، وهو سفقه، فنسبن إليه.
السادس اللِّثَوِيَّة، وهي ثلاثة: الظاء والذال والثاء، سماهن بذلك الخليل، نسبهن إلى اللِّثَة، لأنهن يخرجن منها، واللثة اللحم المركب فية الأسنان.
السابع الذَّلَقِيَّة، ويقال لها الذلقية، باسكان اللام وفتحها، والذَّوْلَقِيَّة، وهي ثلاثة: الراء واللام والنون، سماهن الخليل بذلك لأنهن ينسبن إلى الموضع الذي منه مخرجهن، وهو طرف اللسان، وطرف كل شيء ذلقه.
الثامن الشفهية، ويقال، وهي ثلاثة: الفاء والباء والميم، سموا بذلك لأنهن ينسبن إلى الموضع الذي منه مخرجهن، وهو بين الشفتين.
التاسع الجوفية، وهي ثلاثة: الواو والألف والياء، سموا بذلك لأنهن ينسبن إلى آخر انقطاع مخرجهن وهو الجوف، وزاد غير الخليل معهن الهمزة، لأن مخرجها من الصدر، وهو يتصل بالجوف.العاشر الهوائية، وهي الجوفية، وتقدم شرحها.)) (التمهيد 1/83 : 86) ، وقال في موضع آخر ((مخارج الحروف عند الخليل سبعة عشر مخرجاً.)) (التمهيد 1/105)
ولعل العلامة الشيخ أيمن سويد حفظه الله قال : ((إنه مذهب ابن الجزري رحمه الله مذهب مركب من مذهب الخليل الذي قال بأن المخارج عشرة ومذهب سيبويه (ت 180هـ) الذي قال إن المخارج ستة عشر)) لأنه أراد بتقسيم الخليل للألقاب عدد المخارج لا الأسماء ، "وقطع الدكتور إبراهيم أنيس رحمه الله (ت 1397هـ) أن نسبة هذه المصطلحات (ذلقية وأسلية ... إلخ ) إلى الخليل نسبة غير صحيحة وإلا وجدنا لها صدى في كلام سيبويه تلميذ الخليل ووارث علمه ويقرر أنها ظهرت في لقرن الرابع لما احتدم النقاش بين العلماء حول كتاب العين ونسبته إلى الخليل رافضا ما ورد في شرح السيرافي لكتاب سيبويه وابن دريد صاحب الجمهرة والنسخ الحديثة لكتاب العين ولكن الدكتور إذ يرفض نسبة هذه المصطلحات للخليل يسارع في نسبتها لابن جني دون دليل" . (انظر أصالة علم الأصوات عند الخليل من خلال كتاب العين - أ/أحمد محمد قدور) ، وعلى كل الأحوال هو اختلاف اصطلاحي ، وأرجح ما تقدم ما قاله ابن الجزري في التمهيد والنشر والمقدمة من قوله :
مَخَارِجُ الْحُرُوفِ سَبْعَةَ عَشَرْ ... عَلَى الَّذِي يَخْتَارُهُ مَنِ اخْتَبَرْ (أي الخليل ابن أحمد)
، والله أعلم بالصواب . والحمد لله رب العالمين ، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
ج 34 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، أما بعد ...
فأقول - وبالله التوفيق - إن الحروف العربية من حيث الألقابُ عشرةٌ ، ومن حيث المخارج سبعة عشر على اختيار الخليل ابن أحمد الفراهيدي رحمه الله (ت 170 هـ) (انظر مقدمة العين للخليل نسخة السيد حسن الصدر 1/ 47 : 58) (طبعة دار الهلال تحقيق د مهدي المخزومي، د إبراهيم السامرائي) ، وقد أشار إلى ذلك الناظم ابن الجزري (ت 833 هـ) في التمهيد فقال رحمه الله : ((اعلم أن ألقاب الحروف عشرة، لقبها بها الخليل بن أحمد في أول كتاب العين.الأول منها الحروف الْحَلْقِيَّة، وهي ستة: الهمزة والهاء والحاء والعين والخاء والغين، هذه الحروف تخرج من الحلق، فنسبهن إلى الموضع الذي يخرجن منه، ولم يذكر الخليل معهن الألف، لأنها تخرج من هواء الفم، وتتصل إلى آخر الحلق.الثاني اللَّهَوِيَّة، وهما حرفان: القاف والكاف، سميا بذلك لأنهما منسوبان إلى اللهاة، واللهاة بين الفم والحلق.
الثالث الشَّجْرِيَّة، وهي ثلاثة أحرف: الجيم والشين والضاد، سمين بذلك لأنهن نسبن إلى الموضع الذي يخرجن منه، وهو مفرج الفم، قال الخليل: الشجر مفرج الفم، أي مفتحه، وقال غيره الشجر مجمع اللحيين عند العنفقة.
الرابع الأَسَلِيَّة، وهي ثلاثة أحرف: الصاد والسين والزاي، سموا بذلك لأنهن نسبن إلى الموضع الذي يخرجن منه، وهو أَسَلَةِ اللسان، أي مستدقه.الخامس النِّطَعِيَّة، وهي ثلاثة: الطاء والدال والتاء، سموا بذلك لأنهن يخرجن من نِطَع الغار الأغلى، وهو سفقه، فنسبن إليه.
السادس اللِّثَوِيَّة، وهي ثلاثة: الظاء والذال والثاء، سماهن بذلك الخليل، نسبهن إلى اللِّثَة، لأنهن يخرجن منها، واللثة اللحم المركب فية الأسنان.
السابع الذَّلَقِيَّة، ويقال لها الذلقية، باسكان اللام وفتحها، والذَّوْلَقِيَّة، وهي ثلاثة: الراء واللام والنون، سماهن الخليل بذلك لأنهن ينسبن إلى الموضع الذي منه مخرجهن، وهو طرف اللسان، وطرف كل شيء ذلقه.
الثامن الشفهية، ويقال، وهي ثلاثة: الفاء والباء والميم، سموا بذلك لأنهن ينسبن إلى الموضع الذي منه مخرجهن، وهو بين الشفتين.
التاسع الجوفية، وهي ثلاثة: الواو والألف والياء، سموا بذلك لأنهن ينسبن إلى آخر انقطاع مخرجهن وهو الجوف، وزاد غير الخليل معهن الهمزة، لأن مخرجها من الصدر، وهو يتصل بالجوف.العاشر الهوائية، وهي الجوفية، وتقدم شرحها.)) (التمهيد 1/83 : 86) ، وقال في موضع آخر ((مخارج الحروف عند الخليل سبعة عشر مخرجاً.)) (التمهيد 1/105)
ولعل العلامة الشيخ أيمن سويد حفظه الله قال : ((إنه مذهب ابن الجزري رحمه الله مذهب مركب من مذهب الخليل الذي قال بأن المخارج عشرة ومذهب سيبويه (ت 180هـ) الذي قال إن المخارج ستة عشر)) لأنه أراد بتقسيم الخليل للألقاب عدد المخارج لا الأسماء ، "وقطع الدكتور إبراهيم أنيس رحمه الله (ت 1397هـ) أن نسبة هذه المصطلحات (ذلقية وأسلية ... إلخ ) إلى الخليل نسبة غير صحيحة وإلا وجدنا لها صدى في كلام سيبويه تلميذ الخليل ووارث علمه ويقرر أنها ظهرت في لقرن الرابع لما احتدم النقاش بين العلماء حول كتاب العين ونسبته إلى الخليل رافضا ما ورد في شرح السيرافي لكتاب سيبويه وابن دريد صاحب الجمهرة والنسخ الحديثة لكتاب العين ولكن الدكتور إذ يرفض نسبة هذه المصطلحات للخليل يسارع في نسبتها لابن جني دون دليل" . (انظر أصالة علم الأصوات عند الخليل من خلال كتاب العين - أ/أحمد محمد قدور) ، وعلى كل الأحوال هو اختلاف اصطلاحي ، وأرجح ما تقدم ما قاله ابن الجزري في التمهيد والنشر والمقدمة من قوله :
مَخَارِجُ الْحُرُوفِ سَبْعَةَ عَشَرْ ... عَلَى الَّذِي يَخْتَارُهُ مَنِ اخْتَبَرْ (أي الخليل ابن أحمد)
، والله أعلم بالصواب . والحمد لله رب العالمين ، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
ليست هناك تعليقات: