بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، أما بعد ...
فيقول الله تعالى : ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)) (آل عمران 103) .
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ؟» قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : «إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ» . (1)
لاحظنا في الفترة السابقة اضطراب العلاقات بين البلدين الشقيقين (المغرب والجزائر) ، على خلفية حادث وجدة منذ شهر تقريبًا ، وكنت كلما سألت أحدا عن طبيعة هذه الخلافات قيل لي من المغاربة والجزائريين إن المشكلة والخلافات ليست بين الشعبين الشقيقين ، وإنما هي خلافات سياسية بين القيادتين ؛ ولأجل ذلك دعوت إلى فتح الحدود بين البلدين في أول أغسطس الماضي :
http://zdnyilma.blogspot.com/2014/11/1.html
ثم تعجبت كثيرًا من التعبئة الإعلامية التي تقوم بها قنوات إعلامية إما بصورة مباشرة عن طريق مذيعيها أو بصورة غير مباشرة عن طريق نقل السب والشتم للشعب الشقيق الآخر ، وكأن الشيطان ينفخ في قلوب الناس ليوقع العداوة بينهم ؛ وإني لأتساءل : "لمصلحة من هذا السباب وتلك العصبية ؟! هل هذه أخلاق الإسلام ؟!" ، "وهل هكذا علمنا نبينا - عليه الصلاة والسلام - ؟!" وهو القائل : «المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» .(2)
وهل رجعنا القَهْقَرَى وعُدْنَا من حيث بدأنا ؟! لنختلف ونتنازع بناء على اعتبارات طائفية بغيضة ؟!
عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قال : كُنَّا فِي غَزَاةٍ فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقَالَ المُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَسَمَّعَهَا اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا هَذَا؟» فَقَالُوا كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ : يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقَالَ المُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ» . (3)
إنني بكل الحب والتقدير والاحتساب أوجه هذه الرسالة لإصلاح ذات البين بين المغرب والجزائر ، ولست من دهاقين السياسة لأخبر عن كيفية ذلك .
ما أصعب البناءَ وما أسهلَ الهدمَ !!!
إِنّ القُلوبَ إذا تنافر ودُّها ... شِبْهُ الزُجَاجَة ِ كسْرُها لا يُشْعَبُ
نعم إن الإصلاح عزيزٌ لكنه ممكن .
ندائي للأفراد من الشعبين الكريمين : أخي المسلم أختي المسلمة : احذر من نقل الشائعات أو الأكاذيب أو الإدعاءات على إخوانك ، فسيحاسبك الله على كل ما تقول ، قال الله - تعالى - : ((مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) (ق 18) ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُت)) . (4)
أرجو الله - سبحانه وتعالى - أن يصلح ذات بيننا وأن يؤلف بين قلوبنا وأن يجمعنا في جنات النعيم إخوانا على سرر متقابلين ، والحمد لله رب العالمين ، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صحيح رواه أبو داود والترمذي وغيرهما ، قال الترمذي : وَيُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : «هِيَ الحَالِقَةُ لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ» .
(2) رواه البخاري ومسلم .
(3) رواه البخاري ومسلم .
(4) رواه البخاري ومسلم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، أما بعد ...
فيقول الله تعالى : ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)) (آل عمران 103) .
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ؟» قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : «إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ» . (1)
لاحظنا في الفترة السابقة اضطراب العلاقات بين البلدين الشقيقين (المغرب والجزائر) ، على خلفية حادث وجدة منذ شهر تقريبًا ، وكنت كلما سألت أحدا عن طبيعة هذه الخلافات قيل لي من المغاربة والجزائريين إن المشكلة والخلافات ليست بين الشعبين الشقيقين ، وإنما هي خلافات سياسية بين القيادتين ؛ ولأجل ذلك دعوت إلى فتح الحدود بين البلدين في أول أغسطس الماضي :
http://zdnyilma.blogspot.com/2014/11/1.html
ثم تعجبت كثيرًا من التعبئة الإعلامية التي تقوم بها قنوات إعلامية إما بصورة مباشرة عن طريق مذيعيها أو بصورة غير مباشرة عن طريق نقل السب والشتم للشعب الشقيق الآخر ، وكأن الشيطان ينفخ في قلوب الناس ليوقع العداوة بينهم ؛ وإني لأتساءل : "لمصلحة من هذا السباب وتلك العصبية ؟! هل هذه أخلاق الإسلام ؟!" ، "وهل هكذا علمنا نبينا - عليه الصلاة والسلام - ؟!" وهو القائل : «المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» .(2)
وهل رجعنا القَهْقَرَى وعُدْنَا من حيث بدأنا ؟! لنختلف ونتنازع بناء على اعتبارات طائفية بغيضة ؟!
عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قال : كُنَّا فِي غَزَاةٍ فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقَالَ المُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَسَمَّعَهَا اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا هَذَا؟» فَقَالُوا كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ : يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقَالَ المُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ» . (3)
إنني بكل الحب والتقدير والاحتساب أوجه هذه الرسالة لإصلاح ذات البين بين المغرب والجزائر ، ولست من دهاقين السياسة لأخبر عن كيفية ذلك .
ما أصعب البناءَ وما أسهلَ الهدمَ !!!
إِنّ القُلوبَ إذا تنافر ودُّها ... شِبْهُ الزُجَاجَة ِ كسْرُها لا يُشْعَبُ
نعم إن الإصلاح عزيزٌ لكنه ممكن .
ندائي للأفراد من الشعبين الكريمين : أخي المسلم أختي المسلمة : احذر من نقل الشائعات أو الأكاذيب أو الإدعاءات على إخوانك ، فسيحاسبك الله على كل ما تقول ، قال الله - تعالى - : ((مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) (ق 18) ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُت)) . (4)
أرجو الله - سبحانه وتعالى - أن يصلح ذات بيننا وأن يؤلف بين قلوبنا وأن يجمعنا في جنات النعيم إخوانا على سرر متقابلين ، والحمد لله رب العالمين ، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صحيح رواه أبو داود والترمذي وغيرهما ، قال الترمذي : وَيُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : «هِيَ الحَالِقَةُ لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ» .
(2) رواه البخاري ومسلم .
(3) رواه البخاري ومسلم .
(4) رواه البخاري ومسلم .
ليست هناك تعليقات: