(*) سلسلة
اخترت لكم 43 (*)
اللّه زَادَ مُحَمَّدًا تَكْـــريمَا ... وَحَبَاهُ فَضْلًا مِن لَّدُنْهُ عَظِيمَا
وَاخْتَصَّهُ فِي الْمُرسَلِينَ كَرِيمَا... ذَا رَأْفَةٍ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ خُصَّ بالإنْبَاء... وَ أَبُوهُ مَا بَيْنَ الثـَّرى والماء
ثُمَّ استمرَّ النّورُ(1) فى الآباءِ ... فَتَوارثُوهُ كَريمةً و كَريمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلَّوا عَلَى بَدْرٍ ثَوَى فِى يَثْرِبِ... فَأَضَاءَ بِالأَنْوَارِ أَقْصَى المَغْرِبِ
وَجَلاَ عَنِ الدُّنْيَا دَيَاجِى الغَيْهَبِ... فَبَدَا لَنَا نَهْجُ الرَّشَادِ قَوِيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ بالشّرائعِ قَدْ أَتَى ... و أبادَ أَحْزابَ الطـُّغاةِ و شَتَّتَا
وأَبَانَ أَسْبَابَ النَّجاةِ ووقَّتَا ... للأمَّةِ التَّحْليلَ و التَّحْرِيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ بالغـُيوبِ يُحَدِّثُ ... و بِرَوْحِه الرَوْحُ المُقدَّسُ يَنْفُثُ
مَحْبُوبُنَا و شَـفِيعُنَا إِذْ نُبْعَثُ ... فِى يَومِ لا يَدْرِى الحَمِيمُ حَمِيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى بَدْرِ الهُدَى المُتَبَلِّجِ ... صَلُّوا عَلَى بَحْرِ النَّدَى المُتَمَوِّجِ
صَلُّوا عَلَى رَوْضِ الجَمَالِ الأَبْهَجِ ... كَيْمَا تَنَالُوا الفَوْزَ و التَّـنْعِيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ عَهْدُهُ لا يُفْسَخُ ... صَلُّوا عَلَى مَنْ شَرْعُهُ لا يُنْسَخُ
صَلُّوا عَلَى مَنْ حِزْبُهُ لا يُمْسَخُ ... نَبَأ يُفـَهِّمُ فَضْـلُهُ تَفْهِيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ فَخْرُه لا يَنْفُدُ ... صَلُّوا عَلَى مَنْ فَضْلُهُ لا يُجْحَدُ
أَنَّى و كُتْبُ الرُّسْلِ طـُرًّا تَشْهَدُ ... تُنْبِى اليَهُودَ بِفَضْلهِ و الرُّومَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ كَلَّمَتْهُ ذِرَاعُ ... وَبَفَضْلِهِ كَفَتِ المِئِينَ الصَّاعُ
وَالجِذْعُ حَنَّ لَهُ وماالأَجْذَاعُ ... بِأَرَقَّ مِنَّا أَنْفُسَاً وفُهُومَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ مَدْحُهُ لا يَفْرُغُ ... مَاذَا عَسَى مُدَّاحُهُ أَنْ يَبْـلُغُوا
فإِلَهُنَا يُثـْنِى عَلَيهِ و يُبْلِغُ ... فَاقـْْرأْْ تَجِدْهُ مُحَكَّماً تَحْكيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ قَدْ شَفَى بالرِّيقِ ... عَيْنَ الضَّريرِ و لَدْغَةَ الصِّديقِ
و أعَادَ طـَعْمَ الماءِ مثلَ رحيقِ ... إِذْ مَجَّ فيه العَـنْبرَ المَخْـتُومَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ شَأْوهُ لا يُدْركُ ... صَلُّوا عَلَى مَنْ شَأنُه لا يُـشْرَكُ
مُوسَى و عِيسَى والخَلِيلُ تَبَرَّكُوا ... بلقَائهِ وَ عَنَوا لهُ تَسْليمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ خَلفَهُ صلَّى الرُّسُلْ ... شَرَفٌ على تَمكينِ عِزَّتهِ يَدُلّ
فَإذنْ فَقُلْ هُوَ سَيّدٌ لَهُمُ وَدُلّ ... لا تَخْشَ تَوْبيخاً و لا تَغْشيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ قَدْ سَرَى فَوْقَ السَّمَا ... لَيْلاً و عَادَ و مَا بَرِحْنَا نُوَّمَا
بِالرُّوحِ و الجِسْمِ المُطهَّرِ قَدْ سَمَا ... قـُلْهُ وَ عَـلِّمْ مَنْ أَبَى تَعْلِيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ قـَدْ رَأَى الرَّحْمنَا ... بالقلبِ بلْ بالعَيْنِ مِنْهُ عِيَانَا
مِنْ قابِ أوْ أَدْنَى قَرِيباً كَانَا ... فَخُذِ الفَوائِدَ و احْذرِ التَّجْسِيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ قَدْ حَبَاهُ إِلَهُهُ ... بِالكَـوْثـَرِ المَرْوِى لَنَا أَمْوَاهُهُ
فِى يومِ حَشْرِ الخلقِ يَظْهرُ جَاهُهُ ... إذْ يَقْدُمُ الرُّسْلَ الكرامَ زَعيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صلَّى عَليهِ اللهُ مَا قـُطِـعَ الفـَلا ... صلَّى عَليهِ اللهُ ما اجْتَمَعَ المَلا
صلَّى عَليهِ اللهُ ما انتَجَعَ الكَلا ... أبَداً و مَا رَعَتِ السَّوَامُ هَشِيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
للهِ سَـيِّـدُنَا النَّبىُّ الأَكْـمَلُ ... للهِ بَرْقُ جَبـِينِهِ المُتـَهَـلِّـلُ
للهِ جُودُ يمينهِ المُتَهَطَـَّـلُ ... أحْيا و أغْـنَى بالنَّوالِ عَدِيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
للهِ مِنهُ ذاتُهُ و حَـقِـيـقَـتُهُ ... للهِ مِنهُ خَـلْقُهُ و خَـلِـيقَـتُهُ
للهِ مِنهُ شَرْعُهُ و طَـرِيقَـتُهُ ... فَلَقَدْ جَلَتْ بِشُمُوسِهَا التـَّغْـييمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
يا أُمُّةَ الهَادِى النَّبِىِّ المُصْطَفَى... واللّهِ لَوْ كُنَّا نُعَامِلُ بِالوَفَا
مُتْنَا عَلَيْه حَسْــرَةً وَتَلَهُّــفَا حَتَّى نُؤَدِّى حَقَّـــهُ المَحْتُــومَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
مَا كَانَ أَوْلانَا بِطُولِ نَحِيبِنِا... ما كَانَ أَوْجَبَنَا بِفَرطِ وَجِيبِنِا
أَفَنَسْتَطِيعُ الصَّبْرَ عَنْ مَحْبُوبِنِا ... مَا الصَّبرُ عَن لُقْيَاهُ إِلاَّ لُومَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
لِمَ لا نُفِـيضُ عَلَى الدَّوامِ دُمُوعَنَا ... لِمَ لا نُفِـيضُ مِنَ الغَرَامِ ضُلُوعَنَا
لِمَ لا نُخَلِّى أَهْلَنَا و رُبُوعَنَا ... حتَّى نُعَايـِنَ مَْن ذُرَاهُ رُسُومَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
أَوَ لَمْ يَكُنْ يَحْنُو عَـلَيْنَا مُشْفِقـَا ؟... أَوَ لَمْ يَكُنْ مُتَعَطـَّفاً مُتَرَفـِّقـَا ؟
أَوَ لَمْ يُعَالجْنا بأنْواعِ الرُّقَى؟ ... حتَّى اغـْتَدَى منَّا العليلُ سَلِيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
مَنْ مِثْـلُهُ مَا إنْ يَضرُّ و يَنْفعُ؟ ... مَنْ مِثْلُهُ عـنَّا جَهَنَّمَ يَدْفَعُ ؟
مَنْ مِثْلُهُ لِذَوِى الكبائرِ يَشْفَعُ؟ ... مَنْ مِثْلهُ بالمُؤمنينَ رَحِيمِا ؟
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
الإمام الجليل محيي السنة محمود محمد خطاب السبكى رحمه الله (مِنَ الْمَقَامَاتِ الْعَلِيَّةِ فِي النَّشْأَةِ الْفَخِيمَةِ النَّبَوِيَّةِ)
(1) لعل الناظم رحمه الله يقصد تفسير آية الشعراء (219) من قوله تعالى : ((الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ.وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)) قال عكرمة : وتقلُّبك في أصلاب الأنبياء حتى أخرجك .
(*) سلسلة اخترت لكم 44 (*)
دار العلوم والبداية الحضارية :
1872 – بدأت دار العلوم دورها التعليمى على هيئة مدرسة نظامية ، مكونة من 32 طالب ، وخمسة مدرسين ، منهم ثلاثة من الأزهر . وقد ظلت حتى عام 1875 ، تدرس فيها العلوم بدون خطة تحدد سنوات الدراسة ، مما أدى إلى أن يتخرج منها بعض الطلاب بعد عام واحد .
1875 – طبع أول منهج دراسى لها ، واشتملت علومها فيه على التفسير ، والفقه ، والعلوم الأدبية ( نحو وصرف وعروض وتاريخ أدب ونصوص ) ، والتاريخ العام ، والجغرافيا ، والحساب ، والهندسة ، والكيمياء ، والطبيعة ، والخطوط .
1880 – اشترط عدم توظيف خريجيها فى المدارس إلا بعد تلقى دروس ، نظرية وعملية ، فى طرق التدريس .
1885 – تحوّلت مدرسة الألسن إلى قلم الترجمة ، وضم إلى دار العلوم . ومنذ ذلك الحين أصبح تعلم إحدى اللغتين ( الإنجليزية والفرنسية ) متاحا لطلاب دار العلوم حسب رغبتهم .
1888 – رأى على مبارك أن دار العلوم قد حققت أفضل النتائج فى مجال التعليم ، والنهضة به ، فاتجه إلى أن يخرّج منها رجالا يصلحون لتولى وظائف القضاء ، والإفتاء ، والنيابة بالمحاكم الشرعية . وشكل لجنة برئاسته لتعديل منهجها ، ووضع شروط جديدة للقبول بها . ولكن هذا المشروع لم ينجح بسبب تخوف الأزهريين من مزاحمة خريجيها لهم " وسد سبل الارتزاق فى وجوههم ، مع اتساع سبل العيش لمتخرجى دار العلوم " كما جاء فى قرار رفض المشروع .
1895 – قرر مجلس النظار ( الوزراء ) زيادة عدد طلاب مدرسة دار العلوم إلى مائة طالب ، نظرا لشدة الحاجة إليهم . وفى نفس العام أيضا ، ونتيجة لخلاف ناظر المعارف مع ناظر دار العلوم ( إبراهيم مصطفى حينئذ ) غير اسمها إلى ( قسم المعلمين العربى ) وانضمت إلى مدرسة الناصرية فى مبنى مدرسة المبتديان ( السنية للبنات حاليا ) .
1900 – استقلت بمبناها السابق ( 41 ش المنيرة ) وسميت ( مدرسة المعلمين الناصرية ) ، ومع ذلك ، فقد ظل اسم دار العلوم هو المتعارف عليه بين الناس فى إطلاقه عليها ، حتى صدر قرار فى نفس العام بإعادة اسمها إليها – رسميا - .
1902 – طلب المستشرق الانجليزى د . براون ، الأستاذ بجامعة كمبردج ، ومستر لوريمار ، وكيل مقاطعة البنجاب فى الهند أن يسمح لهما بحضور دروس دار العلوم ، فأذن لهما بصورة استثنائية ، واستمرا فيها عاما دراسيا كاملا . وقد ترك د . براون كلمة طيبة عنها ، كما أنه رشح الشيخ حسن العدل من أساتذتها للتدريس بجامعة كمبردج (28) .
1919 – لوحظ بعض الضعف على المتقدمين إلى دار العلوم ، فتقرر إنشاء قسم تجهيزى بالمدارس يؤهل الطالب للالتحاق بدار العلوم فقط ( وهو عبارة عن القسم الأدبى بالمدارس ) الثانوية مضافا إليه علوم الدين الاسلامى ، والخط ، وعلم الحياة ، وعلم نظام الحكومات (النظم السياسية) . وقد ظل الطلاب الحاصلون على التجهيزية يدخلون دار العلوم بها فى الفترة ( 1924 – 1935 ) .
1924 – قام الأزهريون يطالبون بإلغاء دار العلوم ، وأن تكون وظائف تدريس اللغة العربية مقصورة عليهم وحدهم . وكان حل الحكومة أن يسمح للحاصلين على الثانوية الأزهرية بالالتحاق بدار العلوم ، بعد امتحان مسابقة ، وبشرط أن يتم تعديل نظام التعليم الثانوى بالأزهر لكى يقترب من منهج التجهيزية التى تؤهل لدار العلوم . وبذلك أسهمت دار العلوم – بطريق غير مباشر – فى تطوير التعليم بالأزهر نفسه .
1926 – قرر طلاب دار العلوم تغيير زيهم التقليدى ( الجبة والقباء والعمامة ) وارتداء زيهم الأفرنجى ، وقد نجحوا فى ذلك بعد الدخول فى معركة طريفة مع كل من إدارة المدرسة والحكومة (29) .
1927 – صدر قرار وزارى بتلقيب طلبة وخريجى دار العلوم بلقب ( أفندى ) ، بعد أن كانوا يلقبون رسميا بلقب ( شيخ ) .
1938 – تم إنشاء القسم الداخلى ( للمعيشة الكاملة ) بدار العلوم . كما صدر قرار بتسمية ناظر دار العلوم عميدا . وتكوين مجلس أساتذة إلى جانب المجلس الأعلى للدار .
1939 – تقرر تدريس اللغة الفارسية ، إلى جانب اللغة العربية التى كانت قد سبقتها بحوالى ربع قرن ، وصار الطلاب يوزعون لدراسة لغة واحدة منهما تحت اسم ( اللغات الشرقية ) .
1944 – ألغى القسم الداخلى . ودخل فى منهج الدراسة علوم التربية ، بالسنة الثالثة ، ثم ما لبثت إن ألغيت ، كما تم إنشاء قسم للخطوط العربية ، وقسم آخر ( ليلى ) لتدريس اللغات الأجنبية لخريجى دار العلوم ، وفى هذا العام ، بلغ مجموع المجلدات العربية بمكتبة دار العلوم 14647 والأجنبية 2628 .
1946 – صدر قانون ضم دار العلوم إلى جامعة فؤاد الأول ، وتحويلها إلى كلية جامعية تمنح درجة الليسانس ( بدلا من الدبلوم ) بعد أن قضت 73 عاما وهى تؤدى رسالتها كمدرسة عليا مستقلة .
1950 – صدرت لائحة جديدة خاصة بالدرجات العلمية التى تمنحها الكلية ، وهى :
ـــ الليسانس فى اللغة العربية وآدابها ، والدراسات الإسلامية .
ـــ الماجستير إما فى اللغة العربية وآدابها أو فى الدراسات الإسلامية .
ـــ الدكتوراه إما فى اللغة العربية وآدابها أو فى الدراسات الإسلامية .
وذلك بعد أن استقر توزيع المواد الدراسية بها على الأقسام العلمية السبعة التالية :
1- قسم النحو والصرف والعروض .
2- قسم علم اللغة والدراسات الشرقية .
3- قسم تاريخ الأدب والنصوص .
4- قسم البلاغة والنقد الأدبى والأدب المقارن .
5- قسم الشريعة الإسلامية .
6- قسم الفلسفة الإسلامية .
7- قسم التاريخ الإسلامى والحضارة الإسلامية .
بالاضافة إلى اللغة الأجنبية ( ساعتين أسبوعيا ) وهى : الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية .
وفى أول يوليو من نفس العام ، نوقشت أول رسالة ماجستير فى كلية دار العلوم للطالب ( حينئذ ) أحمد الحوفى . وكان موضوعها " الغزل فى العصر الجاهلى " وكانت الماجستير الثانية بعدها بيومين فقط للطالب ( حينئذ ) عبد الرزاق حميده وموضوعها " قصص الحيوان فى الأدب العربى " .
1951 – تقرر أن يقبل فى دار العلوم الطلاب الحاصلون على الثانوية العامة ( القسم الأدبى ) بالأضافة إلى ما يقرب من مائة طالب حاصلين على الثانوية الأزهرية .
1952 – تم قبول الطالبات بالكلية ، وقد حضرن فى البداية وحدهن لفترة ( فى المعهد العلمى الفرنسى المجاور للكلية ) ، ثم جلسن مع الطلاب بعد ذلك .
1991 – بلغ عدد خريجى دار العلوم منذ إنشائها 27965 ، وبمتابعة إحصائية الطلاب الوافدين من البلاد العربية والإسلامية ، والمسلمين فى الصين ويوغسلافيا وألبانيا والاتحاد السوفيتى (سابقا) يتبين أن عدد هؤلاء يصل إلى 10 % من مجموع الخرجيين . وبلغت رسائل الماجستير التى نوقشت بدار العلوم 485 ، وعدد رسائل الدكتوراه 309 .
1993 – بلغ عدد طلاب كلية دار العلوم ما يقرب من عشرة آلاف طالب وطالبة .
اللّه زَادَ مُحَمَّدًا تَكْـــريمَا ... وَحَبَاهُ فَضْلًا مِن لَّدُنْهُ عَظِيمَا
وَاخْتَصَّهُ فِي الْمُرسَلِينَ كَرِيمَا... ذَا رَأْفَةٍ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ خُصَّ بالإنْبَاء... وَ أَبُوهُ مَا بَيْنَ الثـَّرى والماء
ثُمَّ استمرَّ النّورُ(1) فى الآباءِ ... فَتَوارثُوهُ كَريمةً و كَريمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلَّوا عَلَى بَدْرٍ ثَوَى فِى يَثْرِبِ... فَأَضَاءَ بِالأَنْوَارِ أَقْصَى المَغْرِبِ
وَجَلاَ عَنِ الدُّنْيَا دَيَاجِى الغَيْهَبِ... فَبَدَا لَنَا نَهْجُ الرَّشَادِ قَوِيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ بالشّرائعِ قَدْ أَتَى ... و أبادَ أَحْزابَ الطـُّغاةِ و شَتَّتَا
وأَبَانَ أَسْبَابَ النَّجاةِ ووقَّتَا ... للأمَّةِ التَّحْليلَ و التَّحْرِيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ بالغـُيوبِ يُحَدِّثُ ... و بِرَوْحِه الرَوْحُ المُقدَّسُ يَنْفُثُ
مَحْبُوبُنَا و شَـفِيعُنَا إِذْ نُبْعَثُ ... فِى يَومِ لا يَدْرِى الحَمِيمُ حَمِيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى بَدْرِ الهُدَى المُتَبَلِّجِ ... صَلُّوا عَلَى بَحْرِ النَّدَى المُتَمَوِّجِ
صَلُّوا عَلَى رَوْضِ الجَمَالِ الأَبْهَجِ ... كَيْمَا تَنَالُوا الفَوْزَ و التَّـنْعِيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ عَهْدُهُ لا يُفْسَخُ ... صَلُّوا عَلَى مَنْ شَرْعُهُ لا يُنْسَخُ
صَلُّوا عَلَى مَنْ حِزْبُهُ لا يُمْسَخُ ... نَبَأ يُفـَهِّمُ فَضْـلُهُ تَفْهِيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ فَخْرُه لا يَنْفُدُ ... صَلُّوا عَلَى مَنْ فَضْلُهُ لا يُجْحَدُ
أَنَّى و كُتْبُ الرُّسْلِ طـُرًّا تَشْهَدُ ... تُنْبِى اليَهُودَ بِفَضْلهِ و الرُّومَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ كَلَّمَتْهُ ذِرَاعُ ... وَبَفَضْلِهِ كَفَتِ المِئِينَ الصَّاعُ
وَالجِذْعُ حَنَّ لَهُ وماالأَجْذَاعُ ... بِأَرَقَّ مِنَّا أَنْفُسَاً وفُهُومَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ مَدْحُهُ لا يَفْرُغُ ... مَاذَا عَسَى مُدَّاحُهُ أَنْ يَبْـلُغُوا
فإِلَهُنَا يُثـْنِى عَلَيهِ و يُبْلِغُ ... فَاقـْْرأْْ تَجِدْهُ مُحَكَّماً تَحْكيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ قَدْ شَفَى بالرِّيقِ ... عَيْنَ الضَّريرِ و لَدْغَةَ الصِّديقِ
و أعَادَ طـَعْمَ الماءِ مثلَ رحيقِ ... إِذْ مَجَّ فيه العَـنْبرَ المَخْـتُومَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ شَأْوهُ لا يُدْركُ ... صَلُّوا عَلَى مَنْ شَأنُه لا يُـشْرَكُ
مُوسَى و عِيسَى والخَلِيلُ تَبَرَّكُوا ... بلقَائهِ وَ عَنَوا لهُ تَسْليمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ خَلفَهُ صلَّى الرُّسُلْ ... شَرَفٌ على تَمكينِ عِزَّتهِ يَدُلّ
فَإذنْ فَقُلْ هُوَ سَيّدٌ لَهُمُ وَدُلّ ... لا تَخْشَ تَوْبيخاً و لا تَغْشيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ قَدْ سَرَى فَوْقَ السَّمَا ... لَيْلاً و عَادَ و مَا بَرِحْنَا نُوَّمَا
بِالرُّوحِ و الجِسْمِ المُطهَّرِ قَدْ سَمَا ... قـُلْهُ وَ عَـلِّمْ مَنْ أَبَى تَعْلِيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ قـَدْ رَأَى الرَّحْمنَا ... بالقلبِ بلْ بالعَيْنِ مِنْهُ عِيَانَا
مِنْ قابِ أوْ أَدْنَى قَرِيباً كَانَا ... فَخُذِ الفَوائِدَ و احْذرِ التَّجْسِيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صَلُّوا عَلَى مَنْ قَدْ حَبَاهُ إِلَهُهُ ... بِالكَـوْثـَرِ المَرْوِى لَنَا أَمْوَاهُهُ
فِى يومِ حَشْرِ الخلقِ يَظْهرُ جَاهُهُ ... إذْ يَقْدُمُ الرُّسْلَ الكرامَ زَعيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
صلَّى عَليهِ اللهُ مَا قـُطِـعَ الفـَلا ... صلَّى عَليهِ اللهُ ما اجْتَمَعَ المَلا
صلَّى عَليهِ اللهُ ما انتَجَعَ الكَلا ... أبَداً و مَا رَعَتِ السَّوَامُ هَشِيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
للهِ سَـيِّـدُنَا النَّبىُّ الأَكْـمَلُ ... للهِ بَرْقُ جَبـِينِهِ المُتـَهَـلِّـلُ
للهِ جُودُ يمينهِ المُتَهَطَـَّـلُ ... أحْيا و أغْـنَى بالنَّوالِ عَدِيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
للهِ مِنهُ ذاتُهُ و حَـقِـيـقَـتُهُ ... للهِ مِنهُ خَـلْقُهُ و خَـلِـيقَـتُهُ
للهِ مِنهُ شَرْعُهُ و طَـرِيقَـتُهُ ... فَلَقَدْ جَلَتْ بِشُمُوسِهَا التـَّغْـييمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
يا أُمُّةَ الهَادِى النَّبِىِّ المُصْطَفَى... واللّهِ لَوْ كُنَّا نُعَامِلُ بِالوَفَا
مُتْنَا عَلَيْه حَسْــرَةً وَتَلَهُّــفَا حَتَّى نُؤَدِّى حَقَّـــهُ المَحْتُــومَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
مَا كَانَ أَوْلانَا بِطُولِ نَحِيبِنِا... ما كَانَ أَوْجَبَنَا بِفَرطِ وَجِيبِنِا
أَفَنَسْتَطِيعُ الصَّبْرَ عَنْ مَحْبُوبِنِا ... مَا الصَّبرُ عَن لُقْيَاهُ إِلاَّ لُومَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
لِمَ لا نُفِـيضُ عَلَى الدَّوامِ دُمُوعَنَا ... لِمَ لا نُفِـيضُ مِنَ الغَرَامِ ضُلُوعَنَا
لِمَ لا نُخَلِّى أَهْلَنَا و رُبُوعَنَا ... حتَّى نُعَايـِنَ مَْن ذُرَاهُ رُسُومَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
أَوَ لَمْ يَكُنْ يَحْنُو عَـلَيْنَا مُشْفِقـَا ؟... أَوَ لَمْ يَكُنْ مُتَعَطـَّفاً مُتَرَفـِّقـَا ؟
أَوَ لَمْ يُعَالجْنا بأنْواعِ الرُّقَى؟ ... حتَّى اغـْتَدَى منَّا العليلُ سَلِيمَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
مَنْ مِثْـلُهُ مَا إنْ يَضرُّ و يَنْفعُ؟ ... مَنْ مِثْلُهُ عـنَّا جَهَنَّمَ يَدْفَعُ ؟
مَنْ مِثْلُهُ لِذَوِى الكبائرِ يَشْفَعُ؟ ... مَنْ مِثْلهُ بالمُؤمنينَ رَحِيمِا ؟
صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
الإمام الجليل محيي السنة محمود محمد خطاب السبكى رحمه الله (مِنَ الْمَقَامَاتِ الْعَلِيَّةِ فِي النَّشْأَةِ الْفَخِيمَةِ النَّبَوِيَّةِ)
(1) لعل الناظم رحمه الله يقصد تفسير آية الشعراء (219) من قوله تعالى : ((الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ.وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)) قال عكرمة : وتقلُّبك في أصلاب الأنبياء حتى أخرجك .
(*) سلسلة اخترت لكم 44 (*)
دار العلوم والبداية الحضارية :
1872 – بدأت دار العلوم دورها التعليمى على هيئة مدرسة نظامية ، مكونة من 32 طالب ، وخمسة مدرسين ، منهم ثلاثة من الأزهر . وقد ظلت حتى عام 1875 ، تدرس فيها العلوم بدون خطة تحدد سنوات الدراسة ، مما أدى إلى أن يتخرج منها بعض الطلاب بعد عام واحد .
1875 – طبع أول منهج دراسى لها ، واشتملت علومها فيه على التفسير ، والفقه ، والعلوم الأدبية ( نحو وصرف وعروض وتاريخ أدب ونصوص ) ، والتاريخ العام ، والجغرافيا ، والحساب ، والهندسة ، والكيمياء ، والطبيعة ، والخطوط .
1880 – اشترط عدم توظيف خريجيها فى المدارس إلا بعد تلقى دروس ، نظرية وعملية ، فى طرق التدريس .
1885 – تحوّلت مدرسة الألسن إلى قلم الترجمة ، وضم إلى دار العلوم . ومنذ ذلك الحين أصبح تعلم إحدى اللغتين ( الإنجليزية والفرنسية ) متاحا لطلاب دار العلوم حسب رغبتهم .
1888 – رأى على مبارك أن دار العلوم قد حققت أفضل النتائج فى مجال التعليم ، والنهضة به ، فاتجه إلى أن يخرّج منها رجالا يصلحون لتولى وظائف القضاء ، والإفتاء ، والنيابة بالمحاكم الشرعية . وشكل لجنة برئاسته لتعديل منهجها ، ووضع شروط جديدة للقبول بها . ولكن هذا المشروع لم ينجح بسبب تخوف الأزهريين من مزاحمة خريجيها لهم " وسد سبل الارتزاق فى وجوههم ، مع اتساع سبل العيش لمتخرجى دار العلوم " كما جاء فى قرار رفض المشروع .
1895 – قرر مجلس النظار ( الوزراء ) زيادة عدد طلاب مدرسة دار العلوم إلى مائة طالب ، نظرا لشدة الحاجة إليهم . وفى نفس العام أيضا ، ونتيجة لخلاف ناظر المعارف مع ناظر دار العلوم ( إبراهيم مصطفى حينئذ ) غير اسمها إلى ( قسم المعلمين العربى ) وانضمت إلى مدرسة الناصرية فى مبنى مدرسة المبتديان ( السنية للبنات حاليا ) .
1900 – استقلت بمبناها السابق ( 41 ش المنيرة ) وسميت ( مدرسة المعلمين الناصرية ) ، ومع ذلك ، فقد ظل اسم دار العلوم هو المتعارف عليه بين الناس فى إطلاقه عليها ، حتى صدر قرار فى نفس العام بإعادة اسمها إليها – رسميا - .
1902 – طلب المستشرق الانجليزى د . براون ، الأستاذ بجامعة كمبردج ، ومستر لوريمار ، وكيل مقاطعة البنجاب فى الهند أن يسمح لهما بحضور دروس دار العلوم ، فأذن لهما بصورة استثنائية ، واستمرا فيها عاما دراسيا كاملا . وقد ترك د . براون كلمة طيبة عنها ، كما أنه رشح الشيخ حسن العدل من أساتذتها للتدريس بجامعة كمبردج (28) .
1919 – لوحظ بعض الضعف على المتقدمين إلى دار العلوم ، فتقرر إنشاء قسم تجهيزى بالمدارس يؤهل الطالب للالتحاق بدار العلوم فقط ( وهو عبارة عن القسم الأدبى بالمدارس ) الثانوية مضافا إليه علوم الدين الاسلامى ، والخط ، وعلم الحياة ، وعلم نظام الحكومات (النظم السياسية) . وقد ظل الطلاب الحاصلون على التجهيزية يدخلون دار العلوم بها فى الفترة ( 1924 – 1935 ) .
1924 – قام الأزهريون يطالبون بإلغاء دار العلوم ، وأن تكون وظائف تدريس اللغة العربية مقصورة عليهم وحدهم . وكان حل الحكومة أن يسمح للحاصلين على الثانوية الأزهرية بالالتحاق بدار العلوم ، بعد امتحان مسابقة ، وبشرط أن يتم تعديل نظام التعليم الثانوى بالأزهر لكى يقترب من منهج التجهيزية التى تؤهل لدار العلوم . وبذلك أسهمت دار العلوم – بطريق غير مباشر – فى تطوير التعليم بالأزهر نفسه .
1926 – قرر طلاب دار العلوم تغيير زيهم التقليدى ( الجبة والقباء والعمامة ) وارتداء زيهم الأفرنجى ، وقد نجحوا فى ذلك بعد الدخول فى معركة طريفة مع كل من إدارة المدرسة والحكومة (29) .
1927 – صدر قرار وزارى بتلقيب طلبة وخريجى دار العلوم بلقب ( أفندى ) ، بعد أن كانوا يلقبون رسميا بلقب ( شيخ ) .
1938 – تم إنشاء القسم الداخلى ( للمعيشة الكاملة ) بدار العلوم . كما صدر قرار بتسمية ناظر دار العلوم عميدا . وتكوين مجلس أساتذة إلى جانب المجلس الأعلى للدار .
1939 – تقرر تدريس اللغة الفارسية ، إلى جانب اللغة العربية التى كانت قد سبقتها بحوالى ربع قرن ، وصار الطلاب يوزعون لدراسة لغة واحدة منهما تحت اسم ( اللغات الشرقية ) .
1944 – ألغى القسم الداخلى . ودخل فى منهج الدراسة علوم التربية ، بالسنة الثالثة ، ثم ما لبثت إن ألغيت ، كما تم إنشاء قسم للخطوط العربية ، وقسم آخر ( ليلى ) لتدريس اللغات الأجنبية لخريجى دار العلوم ، وفى هذا العام ، بلغ مجموع المجلدات العربية بمكتبة دار العلوم 14647 والأجنبية 2628 .
1946 – صدر قانون ضم دار العلوم إلى جامعة فؤاد الأول ، وتحويلها إلى كلية جامعية تمنح درجة الليسانس ( بدلا من الدبلوم ) بعد أن قضت 73 عاما وهى تؤدى رسالتها كمدرسة عليا مستقلة .
1950 – صدرت لائحة جديدة خاصة بالدرجات العلمية التى تمنحها الكلية ، وهى :
ـــ الليسانس فى اللغة العربية وآدابها ، والدراسات الإسلامية .
ـــ الماجستير إما فى اللغة العربية وآدابها أو فى الدراسات الإسلامية .
ـــ الدكتوراه إما فى اللغة العربية وآدابها أو فى الدراسات الإسلامية .
وذلك بعد أن استقر توزيع المواد الدراسية بها على الأقسام العلمية السبعة التالية :
1- قسم النحو والصرف والعروض .
2- قسم علم اللغة والدراسات الشرقية .
3- قسم تاريخ الأدب والنصوص .
4- قسم البلاغة والنقد الأدبى والأدب المقارن .
5- قسم الشريعة الإسلامية .
6- قسم الفلسفة الإسلامية .
7- قسم التاريخ الإسلامى والحضارة الإسلامية .
بالاضافة إلى اللغة الأجنبية ( ساعتين أسبوعيا ) وهى : الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية .
وفى أول يوليو من نفس العام ، نوقشت أول رسالة ماجستير فى كلية دار العلوم للطالب ( حينئذ ) أحمد الحوفى . وكان موضوعها " الغزل فى العصر الجاهلى " وكانت الماجستير الثانية بعدها بيومين فقط للطالب ( حينئذ ) عبد الرزاق حميده وموضوعها " قصص الحيوان فى الأدب العربى " .
1951 – تقرر أن يقبل فى دار العلوم الطلاب الحاصلون على الثانوية العامة ( القسم الأدبى ) بالأضافة إلى ما يقرب من مائة طالب حاصلين على الثانوية الأزهرية .
1952 – تم قبول الطالبات بالكلية ، وقد حضرن فى البداية وحدهن لفترة ( فى المعهد العلمى الفرنسى المجاور للكلية ) ، ثم جلسن مع الطلاب بعد ذلك .
1991 – بلغ عدد خريجى دار العلوم منذ إنشائها 27965 ، وبمتابعة إحصائية الطلاب الوافدين من البلاد العربية والإسلامية ، والمسلمين فى الصين ويوغسلافيا وألبانيا والاتحاد السوفيتى (سابقا) يتبين أن عدد هؤلاء يصل إلى 10 % من مجموع الخرجيين . وبلغت رسائل الماجستير التى نوقشت بدار العلوم 485 ، وعدد رسائل الدكتوراه 309 .
1993 – بلغ عدد طلاب كلية دار العلوم ما يقرب من عشرة آلاف طالب وطالبة .
والسؤال الآن :
هل مازالت دار العلوم قادرة على
مواصلة مسيرتها بنفس الكفاءة ؟
الواقع أنها تسعى بكل طاقتها .
ولكن إمكانياتها قليلة ، والظروف
التى تعمل فيها صعبة . فمناهحها
بحاجة إلى تطوير ، شأن كل شئ فى
الحياة ، خاصة وأنه قد مضى عليها
الآن أكثر من ستين عاما بدون مساس .
وطلابها بحاجة إلى اختيار دقيق ،
كما يتم فى أقسام اللغة
الإنجليزية أو الأسبانية ، بل كما
اشترط ذلك على مبارك نفسه . فإن
مدرس اللغة العربية ينبغى أن
يختار مهنته تلك بالتطوع ، ولا
ينبغى أن تفرض عليه بالتجنيد . أما
أساتذة دار العلوم ، فهم بحاجة إلى
مزيد من الاتصال بالعالم الخارجى
، وأقصد بالعالم
الخارجى الأوساط العلمية
والثقافية فى أوروبا وأمريكا ،
وفى مقدمتها الجامعات ومراكز
البحث ، والمؤتمرات العلمية التى
تعرض فيها أحدث ما توصل إليه
الدارسون فى مجال الدراسات
العربية والإسلامية .
وتبقى فى النهاية كلمة مختصرة ، وهى أن دار العلوم ليست مجرد كلية جامعية ، تستقبل أفواجا من الطلاب لتخرجهم ، بعد أربع سنوات ، إلى ميدان العمل . وإنما هى اتجاه واضح المعالم ومن أهم خصائص هذا الاتجاه : التمسك بالتراث بينما ينفلت الأخرون تماما إلى الحداثة ، والإفادة المتزنة من التحديث ، دون انغلاق تام على تراث الماضى . وهكذا فإنها تمضى وسط الوادى كما يسير نهر النيل .. بطيئا ، ولكنه متجدد
هوامش البحث :(1)J.PLATTARD, G.BUDE ET LES ORIGINENES DE LHUMANISME FRANCAIS . PARIS 1923
(2) عندما كنت مبعوثا فى باريس ( 1974 – 1981 ) ترددت كثيرا على مبنى الكوليج دى فرانس ، وتابعت محاضراته التى كان يلقيها جاك بيرك ( فى علم الاجتماع ) واندريه ميكيل ( فى الاداب المقارن ) ، ويلاحظ ان اختيار اساتذته يجئ من بين المع اساتذة الجامعات الفرنسية ، والتدريس فيه يعد ارقى من التدريس فى الجامعة نفسها .
وقد سبق ان اشرت فى مقدمة ( ديوان حامد طاهر ) القاهرة 1985 الى تمثال شامبليون الذى يتوسط فناءه وهو يضع قدمه على راس فرعون مصرى ، وطالبت بضرورة رفع هذا التمثال السئ من هذا المكان الذى يؤمه علماء العالم كله ، حين يزورون فرنسا .
(3) يقول د . احمد عزت عبد الحكيم : " لعل محاضرات دار العلوم شبيهة بالجامعات الشعبية التى يتحدثون عن انشائها فى الوقت الحاضر " هامش ( 1 ) ص 579 تاريخ التعليم فى مصر ج 2 ، والواقع ان الفكرة بردها الى مثيلتها فى باريس ابعد ماتكون عن الجامعة الشعبية بمعناها المتداول عندنا الان .
(4)انظر الخطابات الرسمية فى هذا العدد ، ومرسوم إنشاء دار العلوم بتوقيع الخديو إسماعيل فى كتاب : تاريخ التعليم فى مصر لأمين سامى باشا .
(5)السابق ص 26
(6)انظر تقويم دار العلوم ( العدد الماسى ) للأستاذ محمد عبد الجواد ، ص 1 – 18
(7)انظر كتاب : حياتى بقلم على باشا مبارك – علق عليه عبد الرحيم يوسف الجمل ص 45-46 مكتبة الآداب بالقاهرة 1989 .
(8)انظر : زعماء الإصلاح لأحمد أمين : الفصل الخاص بمحمد عبده .
(9)الأعمال الكاملة لمحمد عبده ج 3 ص 119 بعناية د. محمد عمارة وانظر أيضا كتابنا : الفلسفة الإسلامية فى العصر الحديث ص 195 ، 196 . دار الثقافة العربية – القاهرة 1992 .
(10)الأعمال الكاملة لمحمد عبده ج 3 ص 168 ، 169
(11)عقب أداء امتحانها سنة 1904 الذى كان يجرى علنيا ، ويشبه مناقشة الرسائل العلمية فى جامعاتنا حاليا .
(12)انظر:تاريخ التعليم فى مصر ، لأمين سامى باشا ص 81 . ونحن نقترح على إدارة الكلية أن تضع هذه العبارة التاريخية على لوحة تذكارية فى مدخل الكلية .
(13) من مقال منشور بتاريخ 20 اكتوبر 1916 بعنوان " دار العلوم ايضا " – انظر : من اثار مصطفى عبد الرازق ص 272 .
(14) السابق ص 273 .
(15) السابق ص 271 .
(16) السابق ، ص 274 ، 275 .
(17) يلاحظ أن تدريس اللغة الفارسية بدأ فى دار العلوم ابتداءا من سنة 1949 ، وانضت بذلك إلى اللغة العبرية التى سبقتها بحوالى ربع قرن .
(18)الأيام 3 / 87 .
(19)الأيام ج3 ص 33 ، 34 ومن المعروف أن هذا الدرعمى الذى لم يذكر اسمه مرة واحدة هو أ . د . أحمد ضيف خريج دار العلوم سنة 1909 الذى حصل على الدكتوراه من فرنسا فى الأدب ، وعمل أستاذا بكلية الآداب ، ثم انتقل إلى وزارة المعارف ، ومنها أخيرا إلى دار العلوم حتى صار وكيلا لها ، وبعد إحالته إلى المعاش عين أستاذا للأدب العربى فى كلية الآداب حتى وفاته سنة 1945 ( انظر تقويم دار العلوم – العدد الماسى ، ص 164 ، 165 ) .
(20)الأيام ج3 ص 87
(21)مستقبل الثقافة فى مصر ، ص 378 .
(22)فى الأدب الجاهلى ، ص 16 – دار المعارف ط 16 . القاهرة 1989 .
(23)من بين هؤلاء المعاصرين : الزيات ، والرافعى ، وهيكل ، والمازنى ، والعقاد ، وأذكر عندما حصلنا – أنا ومجموعة من زملائى – على الثانوية الأزهرية سنة 1963 ، ذهبنا إلى الأستاذ العقاد نسترشده فى الالتحاق بأى كلية ، وكان معنا المحقق المرحوم السيد أحمد صقر ، أشار علينا بدخول دار العلوم ، وأثنى عليها ثناء طيبا ، قائلا : إنها المعهد الذى يجمع بالفعل بين القديم والجديد فى توازن معقول .
(24)مستقبل الثقافة فى مصر ، ص 393 .
(25)السابق 385 .
(26)السابق 387 .
(27)قمنا باختصار وترتيب هذه المعالم من تقويم دار العلوم (العدد الماسى) الذى وضعه الأستاذ محمد عبد الجواد ، وأعيد طبعه سنة 1990 بمناسبة العيد المئوى لدار العلوم .
(28)المصدر السابق ، ص 36 – 40 ، وقد نشرت فى جريدة المؤيد العدد 4129 ، بتاريخ 5 ديسمبر 1903 .
(29)استقر أمر الطلاب فيما بينهم على توفير الزى الأفرنجى لكل واحد منهم ، واتفقوا فى يوم معلوم أن يذهبوا جميعهم إلى الكلية بهذا الزى ، ومزيدا من الاحتياط فقد خصصوا من بينهم بعض الطلاب لمراقبة من تسوّل له نفسه ارتداء الزى القديم . وفوجئت إدارة المدرسة ، فحاولت منعهم بالقوة ، وتدخل جنود الشرطة . وكانت الحيلة فى ارتداء الزى التقليدى فوق الأفرنجى بمجرد الدخول فقط . وفى الداخل نزعوه ، وظلوا بالزى الأفرنجى ، مما اضطر إدارة المدرسة إلى المواقفة على مطالب الطلاب ، وكذلك الحكومة ! وتسمى هذه المعركة : معركة تغيير الزى .
(30)انظر : تقويم دار العلوم العدد الماسى ص ب ، د ، ه ، و . وهى عبارة عن تقديمة لتقويم دار العلوم .
(31)من مقال الشيخ أحمد إبراهيم بك عن زيد بك الإبيانى ، نشر فى صحيفة الجامعة المصرية ، عدد مايو 1936 – وهو موجود بتقويم دار العلوم ( العدد الماسى ) ص 262 ، 263 .
(32)انظر تقويم دار العلوم ، العدد الماسى ، ص 568 .
(33) السابق ، ص 193 .
(34)كان لعبد العزيز جاويش أثر بالغ فى حياة طه حسين ، وكتاباته الصحفية ، كما اعترف بذلك فى " الآيام " جـ 3 ، ص 20 – دار المعارف ، ط سادسة 1982 .
(35)انظر فى هذا الصدد " المجمعيون فى خمسين عاما " للدكتور مهدى علام . القاهرة 1986 ، و " مع الخالدين " للدكتور إبراهيم مدكور . القاهرة 1981 ، و.التراث المعجمى للأستاذ إبراهيم الترزى ، وهو عن مجمع اللغة العربية فى عيده الخمسين ( 1934 – 1984 ) .
وتبقى فى النهاية كلمة مختصرة ، وهى أن دار العلوم ليست مجرد كلية جامعية ، تستقبل أفواجا من الطلاب لتخرجهم ، بعد أربع سنوات ، إلى ميدان العمل . وإنما هى اتجاه واضح المعالم ومن أهم خصائص هذا الاتجاه : التمسك بالتراث بينما ينفلت الأخرون تماما إلى الحداثة ، والإفادة المتزنة من التحديث ، دون انغلاق تام على تراث الماضى . وهكذا فإنها تمضى وسط الوادى كما يسير نهر النيل .. بطيئا ، ولكنه متجدد
هوامش البحث :(1)J.PLATTARD, G.BUDE ET LES ORIGINENES DE LHUMANISME FRANCAIS . PARIS 1923
(2) عندما كنت مبعوثا فى باريس ( 1974 – 1981 ) ترددت كثيرا على مبنى الكوليج دى فرانس ، وتابعت محاضراته التى كان يلقيها جاك بيرك ( فى علم الاجتماع ) واندريه ميكيل ( فى الاداب المقارن ) ، ويلاحظ ان اختيار اساتذته يجئ من بين المع اساتذة الجامعات الفرنسية ، والتدريس فيه يعد ارقى من التدريس فى الجامعة نفسها .
وقد سبق ان اشرت فى مقدمة ( ديوان حامد طاهر ) القاهرة 1985 الى تمثال شامبليون الذى يتوسط فناءه وهو يضع قدمه على راس فرعون مصرى ، وطالبت بضرورة رفع هذا التمثال السئ من هذا المكان الذى يؤمه علماء العالم كله ، حين يزورون فرنسا .
(3) يقول د . احمد عزت عبد الحكيم : " لعل محاضرات دار العلوم شبيهة بالجامعات الشعبية التى يتحدثون عن انشائها فى الوقت الحاضر " هامش ( 1 ) ص 579 تاريخ التعليم فى مصر ج 2 ، والواقع ان الفكرة بردها الى مثيلتها فى باريس ابعد ماتكون عن الجامعة الشعبية بمعناها المتداول عندنا الان .
(4)انظر الخطابات الرسمية فى هذا العدد ، ومرسوم إنشاء دار العلوم بتوقيع الخديو إسماعيل فى كتاب : تاريخ التعليم فى مصر لأمين سامى باشا .
(5)السابق ص 26
(6)انظر تقويم دار العلوم ( العدد الماسى ) للأستاذ محمد عبد الجواد ، ص 1 – 18
(7)انظر كتاب : حياتى بقلم على باشا مبارك – علق عليه عبد الرحيم يوسف الجمل ص 45-46 مكتبة الآداب بالقاهرة 1989 .
(8)انظر : زعماء الإصلاح لأحمد أمين : الفصل الخاص بمحمد عبده .
(9)الأعمال الكاملة لمحمد عبده ج 3 ص 119 بعناية د. محمد عمارة وانظر أيضا كتابنا : الفلسفة الإسلامية فى العصر الحديث ص 195 ، 196 . دار الثقافة العربية – القاهرة 1992 .
(10)الأعمال الكاملة لمحمد عبده ج 3 ص 168 ، 169
(11)عقب أداء امتحانها سنة 1904 الذى كان يجرى علنيا ، ويشبه مناقشة الرسائل العلمية فى جامعاتنا حاليا .
(12)انظر:تاريخ التعليم فى مصر ، لأمين سامى باشا ص 81 . ونحن نقترح على إدارة الكلية أن تضع هذه العبارة التاريخية على لوحة تذكارية فى مدخل الكلية .
(13) من مقال منشور بتاريخ 20 اكتوبر 1916 بعنوان " دار العلوم ايضا " – انظر : من اثار مصطفى عبد الرازق ص 272 .
(14) السابق ص 273 .
(15) السابق ص 271 .
(16) السابق ، ص 274 ، 275 .
(17) يلاحظ أن تدريس اللغة الفارسية بدأ فى دار العلوم ابتداءا من سنة 1949 ، وانضت بذلك إلى اللغة العبرية التى سبقتها بحوالى ربع قرن .
(18)الأيام 3 / 87 .
(19)الأيام ج3 ص 33 ، 34 ومن المعروف أن هذا الدرعمى الذى لم يذكر اسمه مرة واحدة هو أ . د . أحمد ضيف خريج دار العلوم سنة 1909 الذى حصل على الدكتوراه من فرنسا فى الأدب ، وعمل أستاذا بكلية الآداب ، ثم انتقل إلى وزارة المعارف ، ومنها أخيرا إلى دار العلوم حتى صار وكيلا لها ، وبعد إحالته إلى المعاش عين أستاذا للأدب العربى فى كلية الآداب حتى وفاته سنة 1945 ( انظر تقويم دار العلوم – العدد الماسى ، ص 164 ، 165 ) .
(20)الأيام ج3 ص 87
(21)مستقبل الثقافة فى مصر ، ص 378 .
(22)فى الأدب الجاهلى ، ص 16 – دار المعارف ط 16 . القاهرة 1989 .
(23)من بين هؤلاء المعاصرين : الزيات ، والرافعى ، وهيكل ، والمازنى ، والعقاد ، وأذكر عندما حصلنا – أنا ومجموعة من زملائى – على الثانوية الأزهرية سنة 1963 ، ذهبنا إلى الأستاذ العقاد نسترشده فى الالتحاق بأى كلية ، وكان معنا المحقق المرحوم السيد أحمد صقر ، أشار علينا بدخول دار العلوم ، وأثنى عليها ثناء طيبا ، قائلا : إنها المعهد الذى يجمع بالفعل بين القديم والجديد فى توازن معقول .
(24)مستقبل الثقافة فى مصر ، ص 393 .
(25)السابق 385 .
(26)السابق 387 .
(27)قمنا باختصار وترتيب هذه المعالم من تقويم دار العلوم (العدد الماسى) الذى وضعه الأستاذ محمد عبد الجواد ، وأعيد طبعه سنة 1990 بمناسبة العيد المئوى لدار العلوم .
(28)المصدر السابق ، ص 36 – 40 ، وقد نشرت فى جريدة المؤيد العدد 4129 ، بتاريخ 5 ديسمبر 1903 .
(29)استقر أمر الطلاب فيما بينهم على توفير الزى الأفرنجى لكل واحد منهم ، واتفقوا فى يوم معلوم أن يذهبوا جميعهم إلى الكلية بهذا الزى ، ومزيدا من الاحتياط فقد خصصوا من بينهم بعض الطلاب لمراقبة من تسوّل له نفسه ارتداء الزى القديم . وفوجئت إدارة المدرسة ، فحاولت منعهم بالقوة ، وتدخل جنود الشرطة . وكانت الحيلة فى ارتداء الزى التقليدى فوق الأفرنجى بمجرد الدخول فقط . وفى الداخل نزعوه ، وظلوا بالزى الأفرنجى ، مما اضطر إدارة المدرسة إلى المواقفة على مطالب الطلاب ، وكذلك الحكومة ! وتسمى هذه المعركة : معركة تغيير الزى .
(30)انظر : تقويم دار العلوم العدد الماسى ص ب ، د ، ه ، و . وهى عبارة عن تقديمة لتقويم دار العلوم .
(31)من مقال الشيخ أحمد إبراهيم بك عن زيد بك الإبيانى ، نشر فى صحيفة الجامعة المصرية ، عدد مايو 1936 – وهو موجود بتقويم دار العلوم ( العدد الماسى ) ص 262 ، 263 .
(32)انظر تقويم دار العلوم ، العدد الماسى ، ص 568 .
(33) السابق ، ص 193 .
(34)كان لعبد العزيز جاويش أثر بالغ فى حياة طه حسين ، وكتاباته الصحفية ، كما اعترف بذلك فى " الآيام " جـ 3 ، ص 20 – دار المعارف ، ط سادسة 1982 .
(35)انظر فى هذا الصدد " المجمعيون فى خمسين عاما " للدكتور مهدى علام . القاهرة 1986 ، و " مع الخالدين " للدكتور إبراهيم مدكور . القاهرة 1981 ، و.التراث المعجمى للأستاذ إبراهيم الترزى ، وهو عن مجمع اللغة العربية فى عيده الخمسين ( 1934 – 1984 ) .
(*)
سلسلة اخترت لكم 45 (*)
نشرت أول سنة 1939
نظرت اليوم في سجل ميلادي فوجدتني على أبواب الثلاثين , فتركت عملي وجلست أفكر : ماذا بقي لي من هذه السنين الثلاثين يا أسفي ؟ لم يبقَ إلا ذكريات واهية تحتويها بقية قلب تناثرت أشلاؤه على سفوح قاسيون في دمشق ، ومسارب الأعظمية في بغداد ، وغابات الصنوبر في لبنان ... أي والله ، وعلى طريق الأهرام في مصر ، وضفاف ((الشط)) في البصرة ، وحوائط النخيل في يثرب ... أشلاء من قلبي وأشلاء . فماذا أفدت من عمري الضائع وشبابي الآفل ؟ لا شيء ! لا مجد ولا مال ولا بنين لم أفد إلا اسما مشى في البلاد فحمل قسطه من المدح و الذم و التمجيد و الشتم ، ولكني كنت في معزل عن هذا كله فلم ينلني منه شيء , إن اسمي ليس مني ؛ إنه مخلوق من حروف ، ولكني إنسان من لحم و دم . فهل تشبعني الشهرة ، أو يكسوني الثناء ؟ ولم أملك إلا قلبًا أحبَّ كثيرا وأخلص طويلًا , ولكنه سقط كَلِيمًا على عتبات الحب والإخلاص ، ورأسًا حشوته بما وجدت من العلوم والمعارف ، فأثقلته علومه عن التقدم فاحتلت مكانَه الرؤوسُ الخفيفة الفارغة !
فيا ليتني علمت من قبل أن الحياة مثل اللجة , يطفو فيها الفارغ و يرتفع , و ينزل فيها الممتليء و يغوص !
إني لأتصور الآن كيف كنت أنظر في طفولتي إلى أبناء الثلاثين ، أولئك الشباب الكُمَّل الذين بلغوا قمة الحياة وعرفوا الاطمئنان والاستقرار ، فأجد بيني وبينهم بونا شاسعًا وأرى أني لن أبلغ الثلاثين أبدًا ... ذلك لأن كل ما أعلمه أني وُلدت وأنا ابن أربع سنين ، فأُدخلت المدرسة ، فكنت أعيش فيها سنة لأنجح في الامتحان وأرتقي من صف إلى صف وأستمتع بالعطلة . فلما أكملت دراستي العالية ولم يبقَ من مدرسة ولم يبقَ امتحان وقفت فلم أتقدم ، وفقدت غايتي فلم أعد أحسُّ أني أعيش . ثم تلفتُّ إلى الماضي أعيش بذكراه ، فأصبحت كلما انقضى عليّ عام رجعت فيه سنة إلى الوراء ، فأنا أصغر كلما كبرت ، وأدنو من الطفولة كلما نأيت عنها .
فمتى أبلغ الثلاثين ، وأين أحط رحالي بعد هذا المسعى ؟
وغشيت قلبي غاشيةٌ من غمّ ، فأشعلت عودًا من الكبريت لأوقد المدفأة وكنت في ذَهلة - فسرت النار في العود ، ثم تأججت وتوقدت وأنا أنظر إلى اللهيب جامد العين محدقًا في عالم بعيد الغور ، حتى أحسست بحرارة النار في يدي ، فإذا هو قد استحال إلى فحمة سوداء ضعيفة تطير مع النسيم ... فقلت : هذه هي الحياة ؛ إن الألم الذي أحسسته يلذع نفسي هذه العشية كلذع النار إصبعي ، سينتهي بي إلى مثل هذا المصير . سأمضي كما مضى هذا العود ، ولكني لا أخلف ورائي شيئا . لن أدع مالًا ولا جاهًا ولاعملًا ، لأني اشتغلت واحسرتى - بالأدب !
ويا ليتني تفرغت - بعدُ - للأدب ولم يستغرق حياتي الكدحُ للعيش . إني لم أعمل شيئا ؛ إن في رأسي وقلبي شيئا كثيرًا ، ولكن قلمي مكسور ، ودواتي جافة ، ولساني مشدود بنَسْعة ، فأنا لا أستطيع أن أقول ...
عندي ألحان كثيرة فأنا أحب أن أغني ، ولكن الغناء يستحيل - من الضيق - إلى زفرات تخرج مقالات ، فيحسبها الناس ألحاني كلها ، إلاّ أن ألحاني لا تزال في صدري لم يسمعها بشر . وماذا ينفعني أن يسمعها الناس فيطربوا ويصفقوا وأتفرد أنا بالخيبة والألم ؟ إن الناس لا يألفون إلا الأغاني الفارغة المدوية ، فلتبق أغانيَّ العذبة في صدري ، أسمعها وحدي من غير أن يتحرك بها لساني لأن لساني مشغول بإلقاء الدرس .
كل ما أكتب زفرات متألم وإشارات أخرس ، فهل يأتي اليوم الذي تنحسر فيه الزفرات عن الأغاني ، والإشارات عن الألفاظ والمعاني ؟
على أن هذه الزفرات وهذه الإشارات عزاء نفسي ، فكم لهذه ((الرسالة)) من فضل عليّ ، وكم من الفضل لهؤلاء الأدباء الذين يستطيعون أن ينقلوني من دنياي هذي الضيقة إلى دنيا واسعةتطير روحي في أجوائها حرة طليقة ، أمثال الرافعي ومعروف والزيات !
فهل يدري الزيات ، أو هل يدري معروف الأرناؤوط ، أني طالما أصرمت الليالي الطويلة في فرتر ورفائيل (1) وسيد قريش وعمر ابن الخطاب (2) وأني طالما لجأت إليها أقرع أبوابها وأتوارى وراء أسوارها في جنان سحرية ، لا أستطيع أن أصفها بأكثر من إعلان العجر عن وصفها ؟ فأيّ عالم في رأس معروف ، وأيّ دنيا في صدره ؟ وأيّ نبل وسمو في هذه اللغة ، لغة معروف ولغة الزيات ولغة الرافعي ، هذه التي تتيه بجواهرها ولآلئها ، على حين تمشي لغات كتاب العصر بأسمالها البالية ومزقها المخرَّقة ... لغة فخمة تشعرك بالسيادة والعظمة ، لا كهذه اللغات الهزيلة العارية.
وكم من الفضل لهيكل عليّ ، فلقد سلخت في قراءة كتابه ((منزل الوحي)) أيامًا كنت أعيش فيها في عهد النبوة ، ولقد مررت
(1)((آلام فَرتر)) لغوتة و((رُفائيل)) للامارتين ، ترجم كليهما عن الفرنسية أديب العربية وصاحب الرسالة: أحمد حسن الزيات. و((سيد قريش)) في ثلاثة أجزاء و((عمر بن الخطاب)) في جزأين لمعروف الأرناؤوط ، ولجدّي وصف له في غاية الطرافة في الحلقة 35 في ((الذكريات)) ، قال: "ولما شرع يؤلف ((سيد قريش)) لم يكن قد جدد دراسته للتاريخ ، فكان مستشاره الحاج (فلان) ، وهو رجل قرأ في زمانه التاريخ ونسيه ، ثم نسي أنه نسيه ..." ، إلى آخر المقالة . (انظر الذكريات: 2/5 وما بعدها) (مجاهد) .
(2) ثم رأيت ذلك كله عبثًا ، وأن النافع ما نفعك في آخرتك .
بهذه البقاع التي يصفها وأثارت في نفسي عوالم من الذكريات والآمال والخواطر ، فإذا أنا أجدها كلها وأجد أكثر منها في كتاب هيكل .
يا رحمة الله على هذه الأيام ! أيام كنت أغلق بابي عليّ ، ثم أقبل على كتبي أجالس فيها العلماء والأدباء وأجد في حديثهم الصامت لذة ومتاعًا . كنت أقرأ لأني كنت أجهل الحياة ، فلما عرفتها لم أعد أطيق قراءة ولا بحثًا . ولماذا أقرأ ؟ ولماذا أتعلم ؟ ولماذا أكون فاضلًا ؟ والحياة حرب على أهل العلم والفضل ، والناس كالحياة لأنهم أبناؤها وتلاميذها !
ألا يحيا الكاذب المنافق سعيدًا موقرًا, و يموت الصادق الشريف فقيرًا محتقرًا؟
ألا يُصدّق الناس الشيخ المشعوذ لأنه يدخل إلى نفوسهم من باب الدين ويُكذّبون العالم الفاضل ؟ أليس طريق الشعبذة (1) وادعاء الكرامات والمَخْرَقة على الناس بعلم أسرار الحروف واستحضار المردة واستخراج الجنّ من أجسام بني آدم ، آثرَ عند عامة الناس من العلم الصحيح والأدب المحض ؟ ألا يتمتع هذا اللص بالثقة التي لا يحلم بها عالِم متخصص أو باحث مدقق ، وتنهال على يد الأموال وتزدحم على يده الشفاه؟ ألا يبلغ المنافق ذو الوجهين أعلى المراتب وأسماها ويبقى الصادق الشريف في الحضيض؟ ألا يركب الجاهل السيارة الفخمة ويسكن
(1)الشعبذة والشعوذة بمعنى واحد في اللغة (مجاهد) .
القصر العظيم ويحتل المرتبة العلمية العليا ، ويمشي العالم إلى بيته الحقير لا يدري به أحد؟
أليست أسواق الرذيلة عامرة دائمة و أسواق الفضيلة دائرة بائرة؟
ألا يظفر الكاذب المفتري بالبريء ؟ ألا يغلب القوي الضعيف ؟ ألا ينتصر المال على العلم؟
فلماذا أقرأ؟ ولماذا أتعلم؟ ولماذا أكون فاضلًا؟
وقمت وقد صفَّيْتُ حسابي مع الحياة , فإذا أنا قد خسرت ثلاثين سنة هي زهرة عمري وربيع حياتي و لم أربح شيئا!
نشرت أول سنة 1939
نظرت اليوم في سجل ميلادي فوجدتني على أبواب الثلاثين , فتركت عملي وجلست أفكر : ماذا بقي لي من هذه السنين الثلاثين يا أسفي ؟ لم يبقَ إلا ذكريات واهية تحتويها بقية قلب تناثرت أشلاؤه على سفوح قاسيون في دمشق ، ومسارب الأعظمية في بغداد ، وغابات الصنوبر في لبنان ... أي والله ، وعلى طريق الأهرام في مصر ، وضفاف ((الشط)) في البصرة ، وحوائط النخيل في يثرب ... أشلاء من قلبي وأشلاء . فماذا أفدت من عمري الضائع وشبابي الآفل ؟ لا شيء ! لا مجد ولا مال ولا بنين لم أفد إلا اسما مشى في البلاد فحمل قسطه من المدح و الذم و التمجيد و الشتم ، ولكني كنت في معزل عن هذا كله فلم ينلني منه شيء , إن اسمي ليس مني ؛ إنه مخلوق من حروف ، ولكني إنسان من لحم و دم . فهل تشبعني الشهرة ، أو يكسوني الثناء ؟ ولم أملك إلا قلبًا أحبَّ كثيرا وأخلص طويلًا , ولكنه سقط كَلِيمًا على عتبات الحب والإخلاص ، ورأسًا حشوته بما وجدت من العلوم والمعارف ، فأثقلته علومه عن التقدم فاحتلت مكانَه الرؤوسُ الخفيفة الفارغة !
فيا ليتني علمت من قبل أن الحياة مثل اللجة , يطفو فيها الفارغ و يرتفع , و ينزل فيها الممتليء و يغوص !
إني لأتصور الآن كيف كنت أنظر في طفولتي إلى أبناء الثلاثين ، أولئك الشباب الكُمَّل الذين بلغوا قمة الحياة وعرفوا الاطمئنان والاستقرار ، فأجد بيني وبينهم بونا شاسعًا وأرى أني لن أبلغ الثلاثين أبدًا ... ذلك لأن كل ما أعلمه أني وُلدت وأنا ابن أربع سنين ، فأُدخلت المدرسة ، فكنت أعيش فيها سنة لأنجح في الامتحان وأرتقي من صف إلى صف وأستمتع بالعطلة . فلما أكملت دراستي العالية ولم يبقَ من مدرسة ولم يبقَ امتحان وقفت فلم أتقدم ، وفقدت غايتي فلم أعد أحسُّ أني أعيش . ثم تلفتُّ إلى الماضي أعيش بذكراه ، فأصبحت كلما انقضى عليّ عام رجعت فيه سنة إلى الوراء ، فأنا أصغر كلما كبرت ، وأدنو من الطفولة كلما نأيت عنها .
فمتى أبلغ الثلاثين ، وأين أحط رحالي بعد هذا المسعى ؟
وغشيت قلبي غاشيةٌ من غمّ ، فأشعلت عودًا من الكبريت لأوقد المدفأة وكنت في ذَهلة - فسرت النار في العود ، ثم تأججت وتوقدت وأنا أنظر إلى اللهيب جامد العين محدقًا في عالم بعيد الغور ، حتى أحسست بحرارة النار في يدي ، فإذا هو قد استحال إلى فحمة سوداء ضعيفة تطير مع النسيم ... فقلت : هذه هي الحياة ؛ إن الألم الذي أحسسته يلذع نفسي هذه العشية كلذع النار إصبعي ، سينتهي بي إلى مثل هذا المصير . سأمضي كما مضى هذا العود ، ولكني لا أخلف ورائي شيئا . لن أدع مالًا ولا جاهًا ولاعملًا ، لأني اشتغلت واحسرتى - بالأدب !
ويا ليتني تفرغت - بعدُ - للأدب ولم يستغرق حياتي الكدحُ للعيش . إني لم أعمل شيئا ؛ إن في رأسي وقلبي شيئا كثيرًا ، ولكن قلمي مكسور ، ودواتي جافة ، ولساني مشدود بنَسْعة ، فأنا لا أستطيع أن أقول ...
عندي ألحان كثيرة فأنا أحب أن أغني ، ولكن الغناء يستحيل - من الضيق - إلى زفرات تخرج مقالات ، فيحسبها الناس ألحاني كلها ، إلاّ أن ألحاني لا تزال في صدري لم يسمعها بشر . وماذا ينفعني أن يسمعها الناس فيطربوا ويصفقوا وأتفرد أنا بالخيبة والألم ؟ إن الناس لا يألفون إلا الأغاني الفارغة المدوية ، فلتبق أغانيَّ العذبة في صدري ، أسمعها وحدي من غير أن يتحرك بها لساني لأن لساني مشغول بإلقاء الدرس .
كل ما أكتب زفرات متألم وإشارات أخرس ، فهل يأتي اليوم الذي تنحسر فيه الزفرات عن الأغاني ، والإشارات عن الألفاظ والمعاني ؟
على أن هذه الزفرات وهذه الإشارات عزاء نفسي ، فكم لهذه ((الرسالة)) من فضل عليّ ، وكم من الفضل لهؤلاء الأدباء الذين يستطيعون أن ينقلوني من دنياي هذي الضيقة إلى دنيا واسعةتطير روحي في أجوائها حرة طليقة ، أمثال الرافعي ومعروف والزيات !
فهل يدري الزيات ، أو هل يدري معروف الأرناؤوط ، أني طالما أصرمت الليالي الطويلة في فرتر ورفائيل (1) وسيد قريش وعمر ابن الخطاب (2) وأني طالما لجأت إليها أقرع أبوابها وأتوارى وراء أسوارها في جنان سحرية ، لا أستطيع أن أصفها بأكثر من إعلان العجر عن وصفها ؟ فأيّ عالم في رأس معروف ، وأيّ دنيا في صدره ؟ وأيّ نبل وسمو في هذه اللغة ، لغة معروف ولغة الزيات ولغة الرافعي ، هذه التي تتيه بجواهرها ولآلئها ، على حين تمشي لغات كتاب العصر بأسمالها البالية ومزقها المخرَّقة ... لغة فخمة تشعرك بالسيادة والعظمة ، لا كهذه اللغات الهزيلة العارية.
وكم من الفضل لهيكل عليّ ، فلقد سلخت في قراءة كتابه ((منزل الوحي)) أيامًا كنت أعيش فيها في عهد النبوة ، ولقد مررت
(1)((آلام فَرتر)) لغوتة و((رُفائيل)) للامارتين ، ترجم كليهما عن الفرنسية أديب العربية وصاحب الرسالة: أحمد حسن الزيات. و((سيد قريش)) في ثلاثة أجزاء و((عمر بن الخطاب)) في جزأين لمعروف الأرناؤوط ، ولجدّي وصف له في غاية الطرافة في الحلقة 35 في ((الذكريات)) ، قال: "ولما شرع يؤلف ((سيد قريش)) لم يكن قد جدد دراسته للتاريخ ، فكان مستشاره الحاج (فلان) ، وهو رجل قرأ في زمانه التاريخ ونسيه ، ثم نسي أنه نسيه ..." ، إلى آخر المقالة . (انظر الذكريات: 2/5 وما بعدها) (مجاهد) .
(2) ثم رأيت ذلك كله عبثًا ، وأن النافع ما نفعك في آخرتك .
بهذه البقاع التي يصفها وأثارت في نفسي عوالم من الذكريات والآمال والخواطر ، فإذا أنا أجدها كلها وأجد أكثر منها في كتاب هيكل .
يا رحمة الله على هذه الأيام ! أيام كنت أغلق بابي عليّ ، ثم أقبل على كتبي أجالس فيها العلماء والأدباء وأجد في حديثهم الصامت لذة ومتاعًا . كنت أقرأ لأني كنت أجهل الحياة ، فلما عرفتها لم أعد أطيق قراءة ولا بحثًا . ولماذا أقرأ ؟ ولماذا أتعلم ؟ ولماذا أكون فاضلًا ؟ والحياة حرب على أهل العلم والفضل ، والناس كالحياة لأنهم أبناؤها وتلاميذها !
ألا يحيا الكاذب المنافق سعيدًا موقرًا, و يموت الصادق الشريف فقيرًا محتقرًا؟
ألا يُصدّق الناس الشيخ المشعوذ لأنه يدخل إلى نفوسهم من باب الدين ويُكذّبون العالم الفاضل ؟ أليس طريق الشعبذة (1) وادعاء الكرامات والمَخْرَقة على الناس بعلم أسرار الحروف واستحضار المردة واستخراج الجنّ من أجسام بني آدم ، آثرَ عند عامة الناس من العلم الصحيح والأدب المحض ؟ ألا يتمتع هذا اللص بالثقة التي لا يحلم بها عالِم متخصص أو باحث مدقق ، وتنهال على يد الأموال وتزدحم على يده الشفاه؟ ألا يبلغ المنافق ذو الوجهين أعلى المراتب وأسماها ويبقى الصادق الشريف في الحضيض؟ ألا يركب الجاهل السيارة الفخمة ويسكن
(1)الشعبذة والشعوذة بمعنى واحد في اللغة (مجاهد) .
القصر العظيم ويحتل المرتبة العلمية العليا ، ويمشي العالم إلى بيته الحقير لا يدري به أحد؟
أليست أسواق الرذيلة عامرة دائمة و أسواق الفضيلة دائرة بائرة؟
ألا يظفر الكاذب المفتري بالبريء ؟ ألا يغلب القوي الضعيف ؟ ألا ينتصر المال على العلم؟
فلماذا أقرأ؟ ولماذا أتعلم؟ ولماذا أكون فاضلًا؟
وقمت وقد صفَّيْتُ حسابي مع الحياة , فإذا أنا قد خسرت ثلاثين سنة هي زهرة عمري وربيع حياتي و لم أربح شيئا!
(*)
سلسلة اخترت لكم 46 (*)
أسباب الرزق
أَسْبَابُ الرِّزْقِ سِتَّةٌ مُحَقَّقَهْ .... تُقًـى تَوَكُّـلٌ صَلَاةٌ صَدَقَهْ
كَذَاكَ الِاسْتِغْفَارُ وَالتَّحَرُّكُ .... وَكُلُّ ذَا فِى الذِّكْرِ جَاءَ مُدْرَكٌ
" فتح المجيد على نظم ابن الحاج لرسالة ابن أبي زيد القيرواني " (ص/82)
مسالك العلة
نظمها العلامة البحر قرة عيوننا محمد الحسن ولد الددو بقوله :
مَسَالِكُ الْعِلَّةِ ذِي الْأَشْيَاءُ ..... النَّصُّ وَالٍإِجْمَاعُ فَالْإِيمَـاءُ
فَالسَّبْرُ وَالتَّقْسِيمُ فَالْمُنَاسَبَهْ ..... فَشَبَـهٌ فَالدَّوَرَانُ عَاقِبَـهْ
فَالطَّرْدُ تَنْقِيحُ الْمَنَاطِ التَّالِي ..... إِلْغَاءُ فَـارِقٍ عَلَى التَّوَالِي
" شرحه على سلم الوصول في أصول الفقه " الشريط ( 29 )
معاني القضاء في القرآن
والقضاء في القرآن يأتي لمعان نظمها العلامة محمد بن مولود بن أحمد فال فقال:
قَــدْ وَرَدَ القَضَـاءُ للأَدَاءِ ..... وَالحُكْـمِ وَالإِتْمَـامِ وَالإِنْهَاءِ
وَالأَمْرِ وَالمَوْتِ وَخَلْـقٍ فَصْلِ ..... إِرَادَةٍ كِتَابَـةٍ مَعْ فِعـــْلِ
1 - القضاء الذي هو بمعنى الإرادة .
2 - القضاء بمعنى الأداء كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :((رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى)) أي : أدى .
3 – القضاء بمعنى الحكم : كقول الله تعالى في سورة غافر (20): ((وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ)) .
4 - والإتمام : كقول الله تعالى في سورة البقرة (200): ((فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا)) .
5 – والإنهاء : كقول الله تبارك وتعالى في سورة الحجر (66) : ((وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ)) .
6 - والأمر: كقول الله تبارك وتعالى : ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)) كما في سورة الإسراء (23) .
7 - والموت : كقول الله تبارك وتعالى في سورة القصص (15) : (( فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ )) .
8 - والخلق :كقول الله تبارك وتعالى في سورة فصلت (12) : ((فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا)) .
9 - وفصل : كقول الله تبارك وتعالى في سورة يوسف (41) : ((قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ)).
10 - إرادة : كقول الله تبارك وتعالى في سورة آل عمران (47) : ((قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)) .
11 - كتابة :كقول الله تبارك وتعالى في سورة مريم (21) : ((وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا)) أي : مكتوبا، كذلك قوله تعالى : (( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ)) (4 الإسراء) .
12 - مع فعل :كقول الله تبارك وتعالى في سورة طه (72) : ((فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا )) .
شرح الشيخ محمد بن الدناه الشنقيطي على " نظم الآجرومية لابن آب "
لغات ( خنزب ) شيطان الصلاة
نظمها العلامة بحر العلوم محمد سالم ولد عدود - رحمات الله عليه تترى - فقال :
وخَنزَب وخِنزَب وخُنـزَبُ .... اسمٌ لِشَيْطَانِ الصَّلَاةِ يُنْصَبُ
للعُرَبـَا مثلـث الوَتْريـن .... تذكيـرُه أمراً من الداريـن
عند دخولك الصلاةَ تشتغلْ .... بـه فلا تُصلحـهُ ولا تصلْ
الأقوال في ستر العورة المغلطة
نظمها بعضهم بقوله :
سَتْـرُ الْمُغَلَّظَةِ فِـي الصَّـلَاةِ ..... أَرْبَعَـةُ الْـأَقْـوَالِ فِيـهِ تَـاتِي
هَلْ وَاجِبٌ مُشْتَرَطٌ أَوْ وَاجِبٌ ..... لَمْ يُشْتـَرَطْ أَوْ سُـنَّةٌ أََوْ يُنْدَبُ
وَهَكَذَا الْـأَقْوَالُ الْـأَرْبَعَـةُ فِـي ..... طَهَارَةُ الْخَبَثِ وَالشَّرْطُ اقْتُفِـي
معاني حتى
نظمها الشيخ محمد بن محمود العباس الشنقيطي - نزيل المدينة - بقوله :
حتَّى تكونُ حرفَ جرٍّ يا فَتَـى ..... وحـرفَ نصبٍ للمضارعِ أَتَى
وحرفَ عطفٍ ثُمَّّ حرفَ الاِبْتِدا ..... أَرْبَـعـَةٌ فَكُـنْ لـها مُقَيّـِدا
كَمَطْلَعِ الفَجْرِ وحتَّى يَحْكُـمَ ..... النَّاسُ جاءوا كلُّهم حتَّى العُمَى
يا عجباً حتَّى الكُلَـيْبُ سَبَّـني ..... حتَّى الجِيـادُ ما لها مِنْ أرْسُـنِ
( مطلع الفجر ) : إشارة إلى آخر آية في سورة القدر .
( حتى يحكم ) : إشارة إلى آية {حتى يحكمَ اللهُ}.
( أرسُن ) : جمع رَسَن، وهو لِجَام الفرس، ويسمى أيضا الحَكَمة .
(حتى الكليب ) : إشارة إلى قول الفرزدق :
فَيَا عَجَبًا حَتَّى كُلَيْبٌ تَسبُّني **** كأنّ أباها نَهْشَلٌ أو مُجاشِعُ
( حتى الجياد ) : إشارة إلى قول امرىء القيس :
نسير بهم حتى تكلَّ مَطِيُّهُم **** وَحَتَّى الجِيَادُ ما يُقَدْنَ بِأرْسَانِ
والله الموفق ....
ننتظر الإضافة ...
هنا نجمع أكبر قدر من الأنظام الشنقيطية المتفرقة الجامعة لبعض التقاسيم و الأنواع و المسائل و الشرائد في أقل عدد من الأبيات ؛ تسهيلا للحفظ ...
المصدر: شبكة منتديات الوطن الموريتانية - من قسم: شخصيات موريتانية
أسباب الرزق
أَسْبَابُ الرِّزْقِ سِتَّةٌ مُحَقَّقَهْ .... تُقًـى تَوَكُّـلٌ صَلَاةٌ صَدَقَهْ
كَذَاكَ الِاسْتِغْفَارُ وَالتَّحَرُّكُ .... وَكُلُّ ذَا فِى الذِّكْرِ جَاءَ مُدْرَكٌ
" فتح المجيد على نظم ابن الحاج لرسالة ابن أبي زيد القيرواني " (ص/82)
مسالك العلة
نظمها العلامة البحر قرة عيوننا محمد الحسن ولد الددو بقوله :
مَسَالِكُ الْعِلَّةِ ذِي الْأَشْيَاءُ ..... النَّصُّ وَالٍإِجْمَاعُ فَالْإِيمَـاءُ
فَالسَّبْرُ وَالتَّقْسِيمُ فَالْمُنَاسَبَهْ ..... فَشَبَـهٌ فَالدَّوَرَانُ عَاقِبَـهْ
فَالطَّرْدُ تَنْقِيحُ الْمَنَاطِ التَّالِي ..... إِلْغَاءُ فَـارِقٍ عَلَى التَّوَالِي
" شرحه على سلم الوصول في أصول الفقه " الشريط ( 29 )
معاني القضاء في القرآن
والقضاء في القرآن يأتي لمعان نظمها العلامة محمد بن مولود بن أحمد فال فقال:
قَــدْ وَرَدَ القَضَـاءُ للأَدَاءِ ..... وَالحُكْـمِ وَالإِتْمَـامِ وَالإِنْهَاءِ
وَالأَمْرِ وَالمَوْتِ وَخَلْـقٍ فَصْلِ ..... إِرَادَةٍ كِتَابَـةٍ مَعْ فِعـــْلِ
1 - القضاء الذي هو بمعنى الإرادة .
2 - القضاء بمعنى الأداء كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :((رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى)) أي : أدى .
3 – القضاء بمعنى الحكم : كقول الله تعالى في سورة غافر (20): ((وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ)) .
4 - والإتمام : كقول الله تعالى في سورة البقرة (200): ((فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا)) .
5 – والإنهاء : كقول الله تبارك وتعالى في سورة الحجر (66) : ((وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ)) .
6 - والأمر: كقول الله تبارك وتعالى : ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)) كما في سورة الإسراء (23) .
7 - والموت : كقول الله تبارك وتعالى في سورة القصص (15) : (( فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ )) .
8 - والخلق :كقول الله تبارك وتعالى في سورة فصلت (12) : ((فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا)) .
9 - وفصل : كقول الله تبارك وتعالى في سورة يوسف (41) : ((قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ)).
10 - إرادة : كقول الله تبارك وتعالى في سورة آل عمران (47) : ((قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)) .
11 - كتابة :كقول الله تبارك وتعالى في سورة مريم (21) : ((وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا)) أي : مكتوبا، كذلك قوله تعالى : (( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ)) (4 الإسراء) .
12 - مع فعل :كقول الله تبارك وتعالى في سورة طه (72) : ((فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا )) .
شرح الشيخ محمد بن الدناه الشنقيطي على " نظم الآجرومية لابن آب "
لغات ( خنزب ) شيطان الصلاة
نظمها العلامة بحر العلوم محمد سالم ولد عدود - رحمات الله عليه تترى - فقال :
وخَنزَب وخِنزَب وخُنـزَبُ .... اسمٌ لِشَيْطَانِ الصَّلَاةِ يُنْصَبُ
للعُرَبـَا مثلـث الوَتْريـن .... تذكيـرُه أمراً من الداريـن
عند دخولك الصلاةَ تشتغلْ .... بـه فلا تُصلحـهُ ولا تصلْ
الأقوال في ستر العورة المغلطة
نظمها بعضهم بقوله :
سَتْـرُ الْمُغَلَّظَةِ فِـي الصَّـلَاةِ ..... أَرْبَعَـةُ الْـأَقْـوَالِ فِيـهِ تَـاتِي
هَلْ وَاجِبٌ مُشْتَرَطٌ أَوْ وَاجِبٌ ..... لَمْ يُشْتـَرَطْ أَوْ سُـنَّةٌ أََوْ يُنْدَبُ
وَهَكَذَا الْـأَقْوَالُ الْـأَرْبَعَـةُ فِـي ..... طَهَارَةُ الْخَبَثِ وَالشَّرْطُ اقْتُفِـي
معاني حتى
نظمها الشيخ محمد بن محمود العباس الشنقيطي - نزيل المدينة - بقوله :
حتَّى تكونُ حرفَ جرٍّ يا فَتَـى ..... وحـرفَ نصبٍ للمضارعِ أَتَى
وحرفَ عطفٍ ثُمَّّ حرفَ الاِبْتِدا ..... أَرْبَـعـَةٌ فَكُـنْ لـها مُقَيّـِدا
كَمَطْلَعِ الفَجْرِ وحتَّى يَحْكُـمَ ..... النَّاسُ جاءوا كلُّهم حتَّى العُمَى
يا عجباً حتَّى الكُلَـيْبُ سَبَّـني ..... حتَّى الجِيـادُ ما لها مِنْ أرْسُـنِ
( مطلع الفجر ) : إشارة إلى آخر آية في سورة القدر .
( حتى يحكم ) : إشارة إلى آية {حتى يحكمَ اللهُ}.
( أرسُن ) : جمع رَسَن، وهو لِجَام الفرس، ويسمى أيضا الحَكَمة .
(حتى الكليب ) : إشارة إلى قول الفرزدق :
فَيَا عَجَبًا حَتَّى كُلَيْبٌ تَسبُّني **** كأنّ أباها نَهْشَلٌ أو مُجاشِعُ
( حتى الجياد ) : إشارة إلى قول امرىء القيس :
نسير بهم حتى تكلَّ مَطِيُّهُم **** وَحَتَّى الجِيَادُ ما يُقَدْنَ بِأرْسَانِ
والله الموفق ....
ننتظر الإضافة ...
هنا نجمع أكبر قدر من الأنظام الشنقيطية المتفرقة الجامعة لبعض التقاسيم و الأنواع و المسائل و الشرائد في أقل عدد من الأبيات ؛ تسهيلا للحفظ ...
المصدر: شبكة منتديات الوطن الموريتانية - من قسم: شخصيات موريتانية
(*) سلسلة
اخترت لكم 48 (*)
عُج بِالمدينةِ تلقَ ثمّ كَريما ... خيرَ الوَرى نَسباً وأكرم خيما
هوَ مَن قَد غدا بالمُؤمنينَ رَحيما ... هو خيرةُ اللَّهِ القديمِ قديما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
أَقبِل عَلى أعتابهِ متأدّبا ... مُستعطفاً متلطّفاً مُتحبّبا
مُتنظّفاً متطهّراً متطيّبا ... وَمُصلّياً ومسلّماً تسليما
صلّوا عليه وسلّموا تَسليما
وَاِسكُب هناكَ محاسن العبراتِ ... وَاِغسل مَساوي سالف الزلّاتِ (1)
وَاِخلع ذُنوبكَ واِلبس الخلعاتِ ... فَلَقد قَصدتَ أخا الرجاءِ كريما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما
اِقصد بِصدقٍ والقبولُ محقّق ... وَإِذا قُبلت فبدرُ سعدك مشرقُ
وَعُصمتَ مِن نارٍ تشبّ فتحرقُ ... إِذ قَد أتيت السيّد المَعصوما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
وَاِذكر فديتكَ لَوعَتي وتلهّفي ... وَتفرّقي وتحرّفي وتأسّفي
وَقلِ السلامُ عليكم من يوسف ... يا خيرَ مَن أروى العطاشَ الهيما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
فَإذا أَجابَ فذاكَ غايات المنى ... زالَ الصدى زالَ الردى زالَ العنا
حصَل الرِضا حصلَ الجَدى حصلَ الهنا ... وأحوزُ مِن إكرامهِ التَكريما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
هوَ سيّدُ الرسلِ الكرام الأكرمُ ... أَرقاهمُ رُتباً وأعلى أعلمُ
وَعليهمُ في المكرُمات مقدّمُ ... وَاللَّه أولى ذلكَ التقديما
صلّوا عليهِ وسلِّموا تَسليما
هوَ صفوةُ الرحمنِ خيرةُ خلقهِ ... في علوهِ في سفلهِ في أفقهِ
في أرضهِ في غربهِ في شرقهِ ... عظّمهُ جهدكَ لَن تكون مَلوما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما
حَسدَ السماءُ الأرضَ منذ ولادته ... أَسفاً عليه فأكرمت بوفادَتِه
فَتَساوَتا بعدَ السرى بسعادته ... سُبحانَ مَن أَسرى بهِ تَعظيما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
الأنبياءُ جَميعُهم أحياءُ ... لمّا أَتى البيتَ المقدّس جاؤوا
صلّى بِهم وهمُ لديه ولاءُ ... كانَ الإمامَ وكلّهم مأموما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما
شَرُفت بهِ الأرضونَ حين وجودهِ ... وسَمت بهِ الأفلاك حين صعودهِ
وَهُما ومَن حَوتا بحكم حسودهِ ... لمّا رأى لا كيفَ لا تَجسيما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما
تاللَّه ما في الخلقِ أصدق لهجةً ... منهُ ولا أَبهى وأبهرُ بهجة
كلّا وَلا أَقوى وأثبتُ حجّةً ... منهُ ولا أسمى علاً وعلوما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
قُرآنهُ شهدَ الجميعُ بأنّهُ ... لَم يحكِ حُسن القول أجمع حسنه
فاقَ الفنونَ فلم تُشابه فنّه ... وَالكتب طرّاً حادثاً وقديما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
هذا كلامُ اللَّه جلّ جلالهُ ... مَعدومةٌ أشباههُ أمثالهُ
خيرُ الكلامِ ولا يحدُّ كماله ... وبهِ حبيبُ اللَّه كان كليما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
خصُّوا أبا جهلٍ بذمٍّ يفضحُ ... وهو الحريُّ بكلّ وصفٍ يقبحُ
وَهوَ الجهولُ وجهلهُ لا يشرحُ ... بِعدواةِ المختارِ حلَّ جَحيما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تسليما
لكنّهُ قَد سادَ في أزمانهِ ... مِن قبلِ بعثتهِ على أقرانهِ
فَاِستاءَ من حَسدٍ برفعةِ شانهِ ... فَغَدا بجحدِ محمّدٍ مَذموما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تسليما
وَأشدُّ منهُ جَهالةً من يكفرُ ... بِمحمّدٍ والحقُّ أبلج أظهرُ
وَتَرى الكثيرَ قُلوبهم لا تنكرُ ... صدقَ النبيِّ ويلزمونَ اللوما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
عمّم أبا جَهلٍ فكلٌّ جاهل ... ظنَّ الإقامةَ وهو سارٍ راحلُ
وإِلى لَظى عمّا قريبٍ واصلُ ... وَيكون فيها بالنبيّ عليما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
جمعَ التليدَ مِن الضلالِ وطارفا ... وَتراهُ مِن بحرِ الغِوايةِ غارفا
ومنَ الهدايةِ عارياً لا عارفا ... لَم يعرفِ الهادي فعاشَ بَهيما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تسليما
تاللَّه إنّ البهمَ أحسنُ حالةً ... ممّن حَوى بالهاشميّ جهالةً
وَالبهمُ أعظمُ حُرمةً وجلالةً ... ممّن يَرى من هدبهِ مَحروما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
هَذي الغزالةُ خاطبتهُ وسلّمت ... شهدَت له أَثَنت عليه تألّمت
فَأجابَها وكذا البعيرُ قد اِنفلت ... فَأجارهُ لمّا أَتى مَظلوما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
وَالعنكبوتُ حبتهُ دِرعاً مُحكما ... ردَّ السيوفَ كليلةً والأسهما
وَببيضِها ستَرته ورقاءُ الحما ... كرَماً وأكرِم بالحِمام كَريما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
وَالضبُّ أفصحُ بالرسالةِ يشهدُ ... وَتعجّبَ السرحانُ ممّن يجحدُ
يا ليتَ مَن جَحدوه بالبهمِ اِقتدوا ... فَقدِ اِهتدت وهمُ أضلُّ حلوما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
يا لَيتَهم كانوا اِقتدوا بالحجرِ ... يا لَيتَهم كانوا اِقتدوا بالشجرِ
هذا أَطاع أَتى بدون تأخّر ... وَدَعاه ذاكَ مسلّماً تسليما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
بعدَ الغروبِ الشمسُ عادَت أذرعا ... وَالبدرُ خرَّ على الجبالِ مصدّعا
وَغَدا الغمامُ مصاحباً أنّى سَعى ... فَوقاهُ من حرِّ الهجيرِ سموما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
وَالجذعُ حنَّ لبعدهِ متضرّراً ... حتّى أتاهُ فضمّه فتصبّرا
وَحَكى الذراعُ لهُ الحديثَ كما جرى ... إِذ أَحضروه لأكلهِ مَسموما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
وَرَمى قُريشاً بالترابِ وقد سرى ... عَلَناً فمَا أحدٌ هنالكَ أبصرا
وَرَمى بكفّ حصاً فبدّد عَسكرا ... وَاِرتدّ جيشُ عدوّه مَهزوما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما
وَبكفّهِ الحصباءُ كانت تفصحُ ... عَن صدقهِ فيما اِدّعى فتسبّحُ
قَد صمَّ جاحدهُ فأنّى يفلحُ ... وَعَماهُ كانَ عن النبيّ عَميما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تسليما
وَالماءُ مِن بينِ الأصابعِ نابع ... أَروى الخميسَ ولَم يزل يتتابعُ
وَكَفى المئينَ بصاعهِ فَتراجعوا ... لَم يَفقدوا مِن صاعهِ مَطعوما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما
وَأعادَ عينَ قتادةٍ نجلاء ... مِن بعدِ ما ساءَت وسالت ماءَ
وشَفى عليّاً إِذ حباهُ لواءَ ... وَبِفتحِ خيبرَ كان عنهُ زَعيما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما
اِذكُر شَفاعتهُ بيوم المحشرِ ... وَالخلقُ في كَربٍ هنالك أكبر
قَصدوا أباهُ آدماً بتحيّر ... موسى وَعيسى نوحاً اِبراهيما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تسليما
كلٌّ تذكّرَ منهُ فعلاً ماضيا ... فأَجابَهم نَفسي اِذهبوا لِسوائِيا
حتّى أتَوا هذا النبيّ الماحيا ... فَدَنا فحكّمَ فيهمُ تَحكيما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما
وَأجابَهم غضب الإلهِ قدِ اِنتهى ... وَأَنا لَها وَأَنا لَها وأنا لَها
بِمحامدٍ حمدَ الإله أتى بِها ... بِفتوحهِ لا حفظَ لا تَعليما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
وَأَطالَ سجدتهُ وقد قيلَ اِرفعِ ... سَل تُعط واِشفع في الجميع تشفّعِ
اللَّه ميّزهُ بذاك المجمعِ ... وَأنالهُ شَرفاً هناك عَميما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما
أَبدى الإلهُ مقامهُ المَحمودا ... يومَ القِيامة ظاهِراً مَشهودا
أَبداهُ بينَ العالمين فريدا ... قَد سلَّموا تَفضيلهُ تَسليما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما
أَولاهُ مَولاهُ اللِواءَ الأعظما ... مِن تحتهِ جعلَ الجميعَ وآدما
أَخفاهُ في ذا الكونِ عن أهلِ العَمى ... وَهُناكَ أظهرَ قدرهُ المَعلوما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما
أَرجو وَآملُ أَن أكونَ بظلِّهِ ... في ذلكَ اليومِ العظيمِ وهولهِ
وَأنالَ مِن جدواهُ خالصَ فضلهِ ... فَأفوزَ فَوزاً بالنبيِّ عَظيما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تسليما
وَأنالَ منهُ شَفاعةً لا تنكرُ ... عندَ الكريمِ وَنعمةٍ لا تحصرُ
فَأروحَ مِن بعدِ الشكايةِ أشكرُ ... وبهِ أكونُ المذنبَ المَرحوما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما
وَأَرى المساويَ ثمَّ صرنَ مَحاسنا ... وَمخاوِفي في الحشرِ عُدنَ مآمِنا
وَيُقالَ لي بمحمّدٍ كُن آمِنا ... فَبهِ لَقد نلتَ النعيمَ مُقيما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما
يا ربِّ بِالمُختارِ عبدك أسألُ ... منكَ الرِضا وَبجاههِ أتوسّلُ (2)
لا تَفضحنّي إِنّ ستركَ أجملُ ... وَبِحقّهِ اِغفِر ذنبيَ المَكتوما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما
يا ربِّ هَبني يا رحيمُ مَراحما ... فَقد اِقترفتُ جَرائراً وجَرائما
كَم ذا ظُلمتُ وكَم أتيتُ مظالِما ... بِحياتهِ اِرحم ظالِماً مَظلوما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما
يا ربِّ هذا العبدُ بابك يقرعُ ... وَبخيرِ مَن شفّعته يتشفّعُ
خصّصتهُ بشفاعَةٍ لا تُدفعُ ... وَجَعلتهُ بِالمؤمنين رَحيما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما
يا ربِّ رُبَّ فتىً جَنى فاِستَأمنا ... بِمحمَّدٍ قَد قال غاياتِ المُنى
فَبِجاههِ اِغفِر ما جنيتُ فَها أنا ... لِندامَتي قَد صرتُ ربِّ نَديما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما
يا ربِّ إنّي في جواركَ لائذ ... وَبحصنِ عفوكَ من عذابك عائذُ
ولَديكَ جاهُ المُصطفى هو نافذ ... وَله اِلتجأتُ فَلن أُرى مَحروما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما
يا ربِّ صلّ عليهِ والآلِ الأُلى ... حازوا بِنسبتهِ المقامَ الأفضلا
وَعلى صَحابتهِ الكرامِ وَزِد عَلى ... أَتباعهِ حتّى المعادِ عُموما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما
وَاِخصُص بِها يا ربّنا الصدّيقا ... خيرَ الجميعِ وبعدهُ الفاروقا
عثمانَ مَن بالحقِّ كان حَقيقا ... وَأبا بنيهِ السيّدَ المَعلوما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تسليما
فَعَلى الجميعِ وآله الرضوانُ ... وَعَلى البغيضِ وحزبه الخذلانُ
ما زالَ حبُّ الكلِّ وهو أمانُ ... مَع حبِّ طه لازماً ملزوما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
قَد كنتُ قبلَ مديحِ أحمدَ مُجرما ... وَبهِ غدوتُ بحمدِ ربّي مُسلما
فَاِجعَل إِلهي منّةً وتكرّما ... أَجَلي بدينِ محمّدٍ مَختوما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما
قصيدة عُج بِالمدينةِ تلقَ ثمّ كَريما للشاعر يوسف النبهاني رحمه الله
(1) إن كان الشاعر - رحمه الله - يقصد دعاء شخص النبي صلى الله عليه وسلم فلا نزاع بين السلف على بدعية هذا العمل وحرمته مهما كان صاحبه متأولا ، والدعاء عبادة فلا يدعى إلا الله وحده ، وينبغي أن يُنصَح من يفعل هذا بالحكمة والموعظة الحسنة ، وبالله التوفيق .
(2) في التوسل بشخص النبي صلى الله عليه وسلم وجاهه خلاف مشهور عن السلف والأصح تركه ، والله أعلم .
عُج بِالمدينةِ تلقَ ثمّ كَريما ... خيرَ الوَرى نَسباً وأكرم خيما
هوَ مَن قَد غدا بالمُؤمنينَ رَحيما ... هو خيرةُ اللَّهِ القديمِ قديما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
أَقبِل عَلى أعتابهِ متأدّبا ... مُستعطفاً متلطّفاً مُتحبّبا
مُتنظّفاً متطهّراً متطيّبا ... وَمُصلّياً ومسلّماً تسليما
صلّوا عليه وسلّموا تَسليما
وَاِسكُب هناكَ محاسن العبراتِ ... وَاِغسل مَساوي سالف الزلّاتِ (1)
وَاِخلع ذُنوبكَ واِلبس الخلعاتِ ... فَلَقد قَصدتَ أخا الرجاءِ كريما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما
اِقصد بِصدقٍ والقبولُ محقّق ... وَإِذا قُبلت فبدرُ سعدك مشرقُ
وَعُصمتَ مِن نارٍ تشبّ فتحرقُ ... إِذ قَد أتيت السيّد المَعصوما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
وَاِذكر فديتكَ لَوعَتي وتلهّفي ... وَتفرّقي وتحرّفي وتأسّفي
وَقلِ السلامُ عليكم من يوسف ... يا خيرَ مَن أروى العطاشَ الهيما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
فَإذا أَجابَ فذاكَ غايات المنى ... زالَ الصدى زالَ الردى زالَ العنا
حصَل الرِضا حصلَ الجَدى حصلَ الهنا ... وأحوزُ مِن إكرامهِ التَكريما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
هوَ سيّدُ الرسلِ الكرام الأكرمُ ... أَرقاهمُ رُتباً وأعلى أعلمُ
وَعليهمُ في المكرُمات مقدّمُ ... وَاللَّه أولى ذلكَ التقديما
صلّوا عليهِ وسلِّموا تَسليما
هوَ صفوةُ الرحمنِ خيرةُ خلقهِ ... في علوهِ في سفلهِ في أفقهِ
في أرضهِ في غربهِ في شرقهِ ... عظّمهُ جهدكَ لَن تكون مَلوما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما
حَسدَ السماءُ الأرضَ منذ ولادته ... أَسفاً عليه فأكرمت بوفادَتِه
فَتَساوَتا بعدَ السرى بسعادته ... سُبحانَ مَن أَسرى بهِ تَعظيما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
الأنبياءُ جَميعُهم أحياءُ ... لمّا أَتى البيتَ المقدّس جاؤوا
صلّى بِهم وهمُ لديه ولاءُ ... كانَ الإمامَ وكلّهم مأموما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما
شَرُفت بهِ الأرضونَ حين وجودهِ ... وسَمت بهِ الأفلاك حين صعودهِ
وَهُما ومَن حَوتا بحكم حسودهِ ... لمّا رأى لا كيفَ لا تَجسيما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما
تاللَّه ما في الخلقِ أصدق لهجةً ... منهُ ولا أَبهى وأبهرُ بهجة
كلّا وَلا أَقوى وأثبتُ حجّةً ... منهُ ولا أسمى علاً وعلوما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
قُرآنهُ شهدَ الجميعُ بأنّهُ ... لَم يحكِ حُسن القول أجمع حسنه
فاقَ الفنونَ فلم تُشابه فنّه ... وَالكتب طرّاً حادثاً وقديما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
هذا كلامُ اللَّه جلّ جلالهُ ... مَعدومةٌ أشباههُ أمثالهُ
خيرُ الكلامِ ولا يحدُّ كماله ... وبهِ حبيبُ اللَّه كان كليما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
خصُّوا أبا جهلٍ بذمٍّ يفضحُ ... وهو الحريُّ بكلّ وصفٍ يقبحُ
وَهوَ الجهولُ وجهلهُ لا يشرحُ ... بِعدواةِ المختارِ حلَّ جَحيما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تسليما
لكنّهُ قَد سادَ في أزمانهِ ... مِن قبلِ بعثتهِ على أقرانهِ
فَاِستاءَ من حَسدٍ برفعةِ شانهِ ... فَغَدا بجحدِ محمّدٍ مَذموما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تسليما
وَأشدُّ منهُ جَهالةً من يكفرُ ... بِمحمّدٍ والحقُّ أبلج أظهرُ
وَتَرى الكثيرَ قُلوبهم لا تنكرُ ... صدقَ النبيِّ ويلزمونَ اللوما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما
عمّم أبا جَهلٍ فكلٌّ جاهل ... ظنَّ الإقامةَ وهو سارٍ راحلُ
وإِلى لَظى عمّا قريبٍ واصلُ ... وَيكون فيها بالنبيّ عليما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
جمعَ التليدَ مِن الضلالِ وطارفا ... وَتراهُ مِن بحرِ الغِوايةِ غارفا
ومنَ الهدايةِ عارياً لا عارفا ... لَم يعرفِ الهادي فعاشَ بَهيما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تسليما
تاللَّه إنّ البهمَ أحسنُ حالةً ... ممّن حَوى بالهاشميّ جهالةً
وَالبهمُ أعظمُ حُرمةً وجلالةً ... ممّن يَرى من هدبهِ مَحروما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
هَذي الغزالةُ خاطبتهُ وسلّمت ... شهدَت له أَثَنت عليه تألّمت
فَأجابَها وكذا البعيرُ قد اِنفلت ... فَأجارهُ لمّا أَتى مَظلوما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
وَالعنكبوتُ حبتهُ دِرعاً مُحكما ... ردَّ السيوفَ كليلةً والأسهما
وَببيضِها ستَرته ورقاءُ الحما ... كرَماً وأكرِم بالحِمام كَريما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
وَالضبُّ أفصحُ بالرسالةِ يشهدُ ... وَتعجّبَ السرحانُ ممّن يجحدُ
يا ليتَ مَن جَحدوه بالبهمِ اِقتدوا ... فَقدِ اِهتدت وهمُ أضلُّ حلوما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
يا لَيتَهم كانوا اِقتدوا بالحجرِ ... يا لَيتَهم كانوا اِقتدوا بالشجرِ
هذا أَطاع أَتى بدون تأخّر ... وَدَعاه ذاكَ مسلّماً تسليما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
بعدَ الغروبِ الشمسُ عادَت أذرعا ... وَالبدرُ خرَّ على الجبالِ مصدّعا
وَغَدا الغمامُ مصاحباً أنّى سَعى ... فَوقاهُ من حرِّ الهجيرِ سموما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
وَالجذعُ حنَّ لبعدهِ متضرّراً ... حتّى أتاهُ فضمّه فتصبّرا
وَحَكى الذراعُ لهُ الحديثَ كما جرى ... إِذ أَحضروه لأكلهِ مَسموما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
وَرَمى قُريشاً بالترابِ وقد سرى ... عَلَناً فمَا أحدٌ هنالكَ أبصرا
وَرَمى بكفّ حصاً فبدّد عَسكرا ... وَاِرتدّ جيشُ عدوّه مَهزوما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما
وَبكفّهِ الحصباءُ كانت تفصحُ ... عَن صدقهِ فيما اِدّعى فتسبّحُ
قَد صمَّ جاحدهُ فأنّى يفلحُ ... وَعَماهُ كانَ عن النبيّ عَميما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تسليما
وَالماءُ مِن بينِ الأصابعِ نابع ... أَروى الخميسَ ولَم يزل يتتابعُ
وَكَفى المئينَ بصاعهِ فَتراجعوا ... لَم يَفقدوا مِن صاعهِ مَطعوما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما
وَأعادَ عينَ قتادةٍ نجلاء ... مِن بعدِ ما ساءَت وسالت ماءَ
وشَفى عليّاً إِذ حباهُ لواءَ ... وَبِفتحِ خيبرَ كان عنهُ زَعيما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما
اِذكُر شَفاعتهُ بيوم المحشرِ ... وَالخلقُ في كَربٍ هنالك أكبر
قَصدوا أباهُ آدماً بتحيّر ... موسى وَعيسى نوحاً اِبراهيما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تسليما
كلٌّ تذكّرَ منهُ فعلاً ماضيا ... فأَجابَهم نَفسي اِذهبوا لِسوائِيا
حتّى أتَوا هذا النبيّ الماحيا ... فَدَنا فحكّمَ فيهمُ تَحكيما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما
وَأجابَهم غضب الإلهِ قدِ اِنتهى ... وَأَنا لَها وَأَنا لَها وأنا لَها
بِمحامدٍ حمدَ الإله أتى بِها ... بِفتوحهِ لا حفظَ لا تَعليما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
وَأَطالَ سجدتهُ وقد قيلَ اِرفعِ ... سَل تُعط واِشفع في الجميع تشفّعِ
اللَّه ميّزهُ بذاك المجمعِ ... وَأنالهُ شَرفاً هناك عَميما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما
أَبدى الإلهُ مقامهُ المَحمودا ... يومَ القِيامة ظاهِراً مَشهودا
أَبداهُ بينَ العالمين فريدا ... قَد سلَّموا تَفضيلهُ تَسليما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما
أَولاهُ مَولاهُ اللِواءَ الأعظما ... مِن تحتهِ جعلَ الجميعَ وآدما
أَخفاهُ في ذا الكونِ عن أهلِ العَمى ... وَهُناكَ أظهرَ قدرهُ المَعلوما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما
أَرجو وَآملُ أَن أكونَ بظلِّهِ ... في ذلكَ اليومِ العظيمِ وهولهِ
وَأنالَ مِن جدواهُ خالصَ فضلهِ ... فَأفوزَ فَوزاً بالنبيِّ عَظيما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تسليما
وَأنالَ منهُ شَفاعةً لا تنكرُ ... عندَ الكريمِ وَنعمةٍ لا تحصرُ
فَأروحَ مِن بعدِ الشكايةِ أشكرُ ... وبهِ أكونُ المذنبَ المَرحوما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما
وَأَرى المساويَ ثمَّ صرنَ مَحاسنا ... وَمخاوِفي في الحشرِ عُدنَ مآمِنا
وَيُقالَ لي بمحمّدٍ كُن آمِنا ... فَبهِ لَقد نلتَ النعيمَ مُقيما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما
يا ربِّ بِالمُختارِ عبدك أسألُ ... منكَ الرِضا وَبجاههِ أتوسّلُ (2)
لا تَفضحنّي إِنّ ستركَ أجملُ ... وَبِحقّهِ اِغفِر ذنبيَ المَكتوما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما
يا ربِّ هَبني يا رحيمُ مَراحما ... فَقد اِقترفتُ جَرائراً وجَرائما
كَم ذا ظُلمتُ وكَم أتيتُ مظالِما ... بِحياتهِ اِرحم ظالِماً مَظلوما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما
يا ربِّ هذا العبدُ بابك يقرعُ ... وَبخيرِ مَن شفّعته يتشفّعُ
خصّصتهُ بشفاعَةٍ لا تُدفعُ ... وَجَعلتهُ بِالمؤمنين رَحيما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما
يا ربِّ رُبَّ فتىً جَنى فاِستَأمنا ... بِمحمَّدٍ قَد قال غاياتِ المُنى
فَبِجاههِ اِغفِر ما جنيتُ فَها أنا ... لِندامَتي قَد صرتُ ربِّ نَديما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما
يا ربِّ إنّي في جواركَ لائذ ... وَبحصنِ عفوكَ من عذابك عائذُ
ولَديكَ جاهُ المُصطفى هو نافذ ... وَله اِلتجأتُ فَلن أُرى مَحروما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما
يا ربِّ صلّ عليهِ والآلِ الأُلى ... حازوا بِنسبتهِ المقامَ الأفضلا
وَعلى صَحابتهِ الكرامِ وَزِد عَلى ... أَتباعهِ حتّى المعادِ عُموما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما
وَاِخصُص بِها يا ربّنا الصدّيقا ... خيرَ الجميعِ وبعدهُ الفاروقا
عثمانَ مَن بالحقِّ كان حَقيقا ... وَأبا بنيهِ السيّدَ المَعلوما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تسليما
فَعَلى الجميعِ وآله الرضوانُ ... وَعَلى البغيضِ وحزبه الخذلانُ
ما زالَ حبُّ الكلِّ وهو أمانُ ... مَع حبِّ طه لازماً ملزوما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما
قَد كنتُ قبلَ مديحِ أحمدَ مُجرما ... وَبهِ غدوتُ بحمدِ ربّي مُسلما
فَاِجعَل إِلهي منّةً وتكرّما ... أَجَلي بدينِ محمّدٍ مَختوما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما
قصيدة عُج بِالمدينةِ تلقَ ثمّ كَريما للشاعر يوسف النبهاني رحمه الله
(1) إن كان الشاعر - رحمه الله - يقصد دعاء شخص النبي صلى الله عليه وسلم فلا نزاع بين السلف على بدعية هذا العمل وحرمته مهما كان صاحبه متأولا ، والدعاء عبادة فلا يدعى إلا الله وحده ، وينبغي أن يُنصَح من يفعل هذا بالحكمة والموعظة الحسنة ، وبالله التوفيق .
(2) في التوسل بشخص النبي صلى الله عليه وسلم وجاهه خلاف مشهور عن السلف والأصح تركه ، والله أعلم .
ليست هناك تعليقات: