بسم
الله الرحمن الرحيم
3-
قِفْ لَازِمًا "لو كانوا
يعلمون" ... عَنْكَبُ غُرَفِ
زَهْرَا نِعَمُ نُونْ
والُاخْرَى فِي سَبَأْ ... وَقْفٌ فِيهَا نَسَأْ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، أما بعد ...
فقد وقعت جملة "لو كانوا يعلمون" في القرآن الكريم في ثمانية مواضع ، هي :
1- ((وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) (العنكبوت 41) ،
2- ((وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) (العنكبوت 64) ،
3- ((وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) (الزمر 26) ،
4- ((وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) (البقرة 102) ،
5- ((وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) (البقرة 103) ،
6- ((وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) (النحل 41) ،
7- ((وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) (القلم 33) ،
8- ((كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) (سبأ 14) .
الوقف اللازم على ما قبل "لو كانوا يعلمون" في سبعة مواضع في القرآن ؛ لئلا يتوهم السامع أن جواب لو مقدم عليها ، مثال وصل : "ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون" يوهم : "لو كانوا يعلمون فعذاب الآخرة أكبر" ، فأصبح كِبَرُ العذاب مشروطًا بعلمهم ، ومن ثَمَّ مفهوم المخالفة يقول : "إذا لم يعلموا فعذاب الآخرة أصغر" ، وينقلب المعنى ، والصحيح أن الكلام انتهى عند قوله تعالى "ولعذاب الآخرة أكبر" ، وأما "لو كانوا يعلمون" فهي كلام جديد ، وجواب الشرط محذوف تقديره ما عُذِّبوا أي لو كانوا يعلمون ما عذبهم الله ، وهكذا المواضع الباقية جواب الشرط محذوف تقديره يفهم من السياق ،
وكذلك الوقف لازم على ((حَرًّا)) من قوله تعالى : ((قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ)) (التوبة 81) ؛ لأن نار جهنم أشد حرا من حرارة شمس الدنيا سواءً فقه المنافقون أم لم يفقهوا ، وجواب الشرط محذوف تقديره لجاهدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ويكون المعنى : ((لو كانوا يفقهون لجاهدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وما اعتذروا)) .
ونفس الكلام يقال في قوله تعالى : ((إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) فالوقف على ما قبلها لازم حيث وقعت ، وقد وقعت في عشرة مواضع جمعتها بقولي : قف لازما إن كنتم تعلمون وَخَفّْ ... بقرة المؤمنون ، أنعام توبة النحل ، عنكبُ جمعة الصف هي :
1- ((وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) (البقرة 184) .
2- ((وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) (البقرة 280) .
3- ((قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) (المؤمنون 84) .
4- ((قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) (المؤمنون 88) .
5- ((فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) (الأنعام 81) .
6- ((انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) (التوبة 41) .
7- ((إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) (النحل 95) .
8- ((وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) (العنكبوت 16) .
9- ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) (الجمعة 9) .
10- ((تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) (الصف 11).
وكذلك الوقف لازم على ما قبل قوله تعالى : ((إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ)) في موضعين :
1- ((قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ)) (الشعراء 24) .
2-((رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ)) (الدخان 7) .وأما قولي "عَنْكَبُ" فهو اختصار يقصد به سورة العنكبوت ، فيها قوله تعالى ((لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) في موضعين (41 ، 64) ، وقولي "غُرَفُ" أقصد به سورة الغرف أي الزمر كما سماها بعض العلماء لقوله تعالى ((لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ)) (الزمر 20) - اللهم اجعلنا منهم ، وفي السورة قوله تعالى ((لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) ،
وقولي "زَهْرَا" أقصد بها سورة الزهراء الأولى أي البقرة ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ((اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ)) . رواه مسلم ، وفي سورة البقرة قوله تعالى ((لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) في موضعين (102 ، 103) ،
وقولي "نِعَمُ" أقصد به سورة النِّعَم أي سورة النحل كما سماها بعض العلماء ، وفي سورة النحل قوله تعالى ((لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) في موضع واحد (41) ،
وقولي "نُونْ" أقصد به سورة ((ن وَالْقَلَمِ)) : "سورة القلم" ؛ سميت بذلك لمطلعها ، وفي سورة القلم قوله تعالى ((لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) في موضع واحد (33) .
وأما قولي "والُاخْرَى في سَبَأْ" أي هناك موضع آخر "لو كانو يعلمون" بخلاف المواضع السبعة المذكورة في البيت الأول ، وهو قول الله تعالى : ((فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ)) (سبأ 14) ،
"وَقْفٌ فِيهَا نَسَأْ" أي تأخر الوقف فيها ؛ لأن الوقف على ((تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ)) وقف قبيح ؛ لعدم تمام اللفظ والمعنى ،
قال ابن الجزري رحمه الله :
وغير ما تم قبيح وله ... يُوقَفُ مُضْطَرًّا وَيُبْدَا قَبْلَهُ .
ومن خلال ما تقدم ندرك أن العلم من أعظم القربات لله تعالى ، قال الله عز وجل :
((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)) (الزمر 9) ، وقال تبارك وتعالى : ((أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)) (الرعد 19) ،
وعَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ، فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ: إِنِّي جِئْتُكَ مِنْ مَدِينَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي، أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا جِئْتُ لِحَاجَةٍ، قَالَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ، وَمَنْ فِي الْأَرْضِ، وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ، كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ» . صحيح رواه أبو داود وابن ماجه وغيرهما ، وقال علماؤنا "فقيهٌ واحدٌ أَشدُّ على الشَّيطانِ مِن ألفِ عابدٍ" (ليس حديثا ومعناه صحيح) ، وعن علي رضي الله عنه أنه قال : "العلم خير من المال ؛ لأن العلم يحرسك وأنت تحرس المال" . رواه ابن عساكر - في تاريخه - وغيره ، والله أعلم ، والحمد لله رب العالمين ، وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
والُاخْرَى فِي سَبَأْ ... وَقْفٌ فِيهَا نَسَأْ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، أما بعد ...
فقد وقعت جملة "لو كانوا يعلمون" في القرآن الكريم في ثمانية مواضع ، هي :
1- ((وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) (العنكبوت 41) ،
2- ((وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) (العنكبوت 64) ،
3- ((وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) (الزمر 26) ،
4- ((وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) (البقرة 102) ،
5- ((وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) (البقرة 103) ،
6- ((وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) (النحل 41) ،
7- ((وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) (القلم 33) ،
8- ((كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) (سبأ 14) .
الوقف اللازم على ما قبل "لو كانوا يعلمون" في سبعة مواضع في القرآن ؛ لئلا يتوهم السامع أن جواب لو مقدم عليها ، مثال وصل : "ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون" يوهم : "لو كانوا يعلمون فعذاب الآخرة أكبر" ، فأصبح كِبَرُ العذاب مشروطًا بعلمهم ، ومن ثَمَّ مفهوم المخالفة يقول : "إذا لم يعلموا فعذاب الآخرة أصغر" ، وينقلب المعنى ، والصحيح أن الكلام انتهى عند قوله تعالى "ولعذاب الآخرة أكبر" ، وأما "لو كانوا يعلمون" فهي كلام جديد ، وجواب الشرط محذوف تقديره ما عُذِّبوا أي لو كانوا يعلمون ما عذبهم الله ، وهكذا المواضع الباقية جواب الشرط محذوف تقديره يفهم من السياق ،
وكذلك الوقف لازم على ((حَرًّا)) من قوله تعالى : ((قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ)) (التوبة 81) ؛ لأن نار جهنم أشد حرا من حرارة شمس الدنيا سواءً فقه المنافقون أم لم يفقهوا ، وجواب الشرط محذوف تقديره لجاهدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ويكون المعنى : ((لو كانوا يفقهون لجاهدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وما اعتذروا)) .
ونفس الكلام يقال في قوله تعالى : ((إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) فالوقف على ما قبلها لازم حيث وقعت ، وقد وقعت في عشرة مواضع جمعتها بقولي : قف لازما إن كنتم تعلمون وَخَفّْ ... بقرة المؤمنون ، أنعام توبة النحل ، عنكبُ جمعة الصف هي :
1- ((وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) (البقرة 184) .
2- ((وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) (البقرة 280) .
3- ((قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) (المؤمنون 84) .
4- ((قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) (المؤمنون 88) .
5- ((فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) (الأنعام 81) .
6- ((انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) (التوبة 41) .
7- ((إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) (النحل 95) .
8- ((وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) (العنكبوت 16) .
9- ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) (الجمعة 9) .
10- ((تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) (الصف 11).
وكذلك الوقف لازم على ما قبل قوله تعالى : ((إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ)) في موضعين :
1- ((قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ)) (الشعراء 24) .
2-((رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ)) (الدخان 7) .وأما قولي "عَنْكَبُ" فهو اختصار يقصد به سورة العنكبوت ، فيها قوله تعالى ((لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) في موضعين (41 ، 64) ، وقولي "غُرَفُ" أقصد به سورة الغرف أي الزمر كما سماها بعض العلماء لقوله تعالى ((لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ)) (الزمر 20) - اللهم اجعلنا منهم ، وفي السورة قوله تعالى ((لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) ،
وقولي "زَهْرَا" أقصد بها سورة الزهراء الأولى أي البقرة ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ((اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ)) . رواه مسلم ، وفي سورة البقرة قوله تعالى ((لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) في موضعين (102 ، 103) ،
وقولي "نِعَمُ" أقصد به سورة النِّعَم أي سورة النحل كما سماها بعض العلماء ، وفي سورة النحل قوله تعالى ((لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) في موضع واحد (41) ،
وقولي "نُونْ" أقصد به سورة ((ن وَالْقَلَمِ)) : "سورة القلم" ؛ سميت بذلك لمطلعها ، وفي سورة القلم قوله تعالى ((لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) في موضع واحد (33) .
وأما قولي "والُاخْرَى في سَبَأْ" أي هناك موضع آخر "لو كانو يعلمون" بخلاف المواضع السبعة المذكورة في البيت الأول ، وهو قول الله تعالى : ((فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ)) (سبأ 14) ،
"وَقْفٌ فِيهَا نَسَأْ" أي تأخر الوقف فيها ؛ لأن الوقف على ((تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ)) وقف قبيح ؛ لعدم تمام اللفظ والمعنى ،
قال ابن الجزري رحمه الله :
وغير ما تم قبيح وله ... يُوقَفُ مُضْطَرًّا وَيُبْدَا قَبْلَهُ .
ومن خلال ما تقدم ندرك أن العلم من أعظم القربات لله تعالى ، قال الله عز وجل :
((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)) (الزمر 9) ، وقال تبارك وتعالى : ((أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)) (الرعد 19) ،
وعَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ، فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ: إِنِّي جِئْتُكَ مِنْ مَدِينَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي، أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا جِئْتُ لِحَاجَةٍ، قَالَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ، وَمَنْ فِي الْأَرْضِ، وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ، كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ» . صحيح رواه أبو داود وابن ماجه وغيرهما ، وقال علماؤنا "فقيهٌ واحدٌ أَشدُّ على الشَّيطانِ مِن ألفِ عابدٍ" (ليس حديثا ومعناه صحيح) ، وعن علي رضي الله عنه أنه قال : "العلم خير من المال ؛ لأن العلم يحرسك وأنت تحرس المال" . رواه ابن عساكر - في تاريخه - وغيره ، والله أعلم ، والحمد لله رب العالمين ، وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
ليست هناك تعليقات: